تقضي أم خالد من محافظة البدائع ساعات طويلة منهمكة في خياطة الملابس النسائية بأنواعها داخل أروقة مهرجان الكليجا السادس المقام حالياً في مدينة بريدة، التي ما إن تنتهي من تجهيزها لأحد زبائنها حتى تبدأ في إعداد أحد الملابس وبأشكال مختلفة حسب رغبة المستهلك، وما إن تلقي نظرة على محلها تجد على جوانبه محاكاة الماضي بعراقته وجماليته وبساطته، حيث أشارت أنها تعمل بمهنة الخياطة منذ 40 عاماً، الأمر الذي جعلها تطور أعمالها ومنتجاتها حسب رغبة الزبائن والمستهلكين، لافتة أنها حرصت على التمسك بالموروث الشعبي الذي يحاكي الماضي العريق. وحول أهم تلك المنتجات التي تقدمها لزبائنها أبانت أم خالد أنها تقدم لزبائنها منتجات عدة أهمها «الجنينة» الشعبية وثياب القرقعان والقميص الشعبي والجلابيات بالإضافة إلى الثوب المكمم وأجلة الصلاة والشراشف وأغطية الطاولات، والنقابات النسائية والشيلات المشغولة بالخرز وملابس الأطفال حديثي الولادة وبعض مستلزمات المنزل والملابس ذات الطابع التراثي. وأشارت أم خالد إلى أنها سعيدة بحرص الزوار في اقتناء مثل تلك الصناعات اليدوية التي تحتاج أن تتعرف عليها بنات الجيل خوفا عليها من الاندثار، مبديةً سعادتها باهتمام جيل اليوم بحب التراث الذي يشكل هوية حقيقية لكل الأجيال. وحول حجم المبيعات اليومية أوضحت أم خالد أن مبيعاتها من الملابس تقدر بحوالي 1500 إلى 2000 ريال يومياً، مشيرةً إلى أن مهرجان الكليجا السادس منحها فرصة ثمينة لعرض ما لديها من المنتجات المصنوعة يدوياً. ويصرح كثيرون أن مهرجان الكليجا يعيدهم إلى ماضيهم العريق وما كان عليه الناس قديماً من عادات وسجية في الملبس والمأكل والمشرب والسكن والأدوات التي تستخدم في تلك الحقبة الزمنية. فمهرجان الكليجا الذي تحتضنه مدينة بريدة يتيح للزوار الاطلاع على تاريخ المنطقة وجانباً من موروثها الثقافي والاجتماعي والصناعي والتجاري، ويمنح الأسر شيئاً من الترفيه من خلال الاطلاع على محتويات صناعة الكليجا وصناعة المقتنيات الأثرية من المصنوعات اليدوية والمنسوجات وغيرها، وبإمكانهم التسوق من المصنوعات الحرفية المعدة للبيع من قبل الأسر المنتجة والتي حرك اقتصادها بقوة. ويشير عبدالرحمن السعيد الرئيس التنفيذي لمهرجان الكليجا السادس إلى أن مركز الملك خالد الحضاري والذي يحوي المهرجان قد اكتظ بالمشاركين من الأسر المنتجة والفتيات الموهوبات والعارضين من القطاع الخاص وكذا العارضين من بعض الدوائر الحكومية، فكان أشبه بمتحف دولي تعددت خدماته السياحية والترفيهية والاقتصادية. وقال: ما يعرض من التراث والمقتنيات القديمة والنادرة وما يتم من تقديم الأكلات الشعبية التي لاقت رواجاً من الزوار الذين يزيد عددهم يومياً، ذلك لوصول صيت المهرجان لكافة أرجاء المملكة، حيث نستقبل المئات من الزوار الذين استهواهم المهرجان، مشيراً إلى أن المهرجان فرصة لمشاهدة جانب من تاريخ مدينة بريدة المشرق وأهلها الكرام.