يتحدث كتاب «المثقفون المزيفون... الانتصار الإعلامي لخبراء الكذب والتضليل» - للكاتب والأكاديمي الفرنسي، باسكال بونيفاس، رئيس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس عن مثقفي الزيف في عصرنا الحاضر، وكيف أنهم تخلوا عن مبادئهم في سبيل خدمة مصالح القوى الفاعلة، وهذا الكتاب - حسب تقرير موقع الحقيقة - « تجاهلته وسائل الإعلام الفرنسية التقليدية، من صحف، وبرامج سياسية، وثقافية في المحطات الفضائية !»، وذلك رغم أنه « يحتل الرقم الثاني في قائمة مبيعات مؤسسة فناك، وهي المؤسسة الفرنسية الأكثر شهرة في بيع الكتب، والمواد الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، والتي تملك المئات من نوافذ البيع الكبرى على امتداد الأراضي الفرنسية!!». تجاهل وسائل الإعلام التقليدية للكتاب يصب في ذات سياق تجاهلها لكل صاحب رأي حر، وقد تحدثنا عن المفكر، نعوم تشومسكي، والذي لا تزال وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية التقليدية تتجاهلة منذ عقود طويلة، وقد تحدث هذا الكتاب عن « سبعة من المثقفين والإعلاميين الفرنسيين الأكثر شهرة في فرنسا والعالم الفرانكفوني، وبعضهم معروف على نطاق دولي، يشتركون جميعا في الترويج للسياسات الأميركية والأطلسية والإسرائيلية، وهم الأب الروحي الشهير للربيع العربي، برنار هنري ليفي، مثقف التزوير الأعظم في هذا العصر، وفق توصيف الكاتب، وألكسندر أدلر، وكارولين فورست، والجزائري الأصل محمد سيفاوي، واسمه الحقيقي جمال شيفونة، وتيريز دلبش، وفريدريك آنسيل، و فرانسوا هيزنبيرغ ، وفيليب فال «، فماذا قال عنهم مؤلف الكتاب؟. يؤكد المؤلف ارتباط هؤلاء المثقفين بالدوائر الأمنية، وتحولهم إلى مرتزقة يتقمصون دور المحتال على الرأي العام، وذلك من خلال «الترويج لأكاذيب في قوالب ثقافية، بهدف إعادة تشكيله وقولبته، وتوجيهه نحو قناعات أيديولوجية أحادية البعد، تذكرنا بمقولة «الإنسان ذو البعد الواحد»، لهربرت ماركوزي»، ومن المفارقات التي تحدث عنها المؤلف أن هؤلاء المثقفين المزيفين « يغذون فكرة الخطر الإسلامي، وفي ذات الوقت يدعمون الحركات الإسلامية المرتبطة بالاستخبارات الغربية !، وذلك كما فعل ليفي، وأدلر، وبرنار كوشنير في أفغانستان، أو تبرير غزو بلدٍ ما وتدميره، كما حصل في العراق، بحجة وجود أسلحة دمار شامل، أو كما يمكن أن يحصل الآن في بلداننا العربية الرازحة في ربيعها الأسود تحت ذرائع أسلحة كيميائية، أو انتهاكات حقوق إنسان، أو تطهيرات عرقية». وفي مقابل هؤلاء يتحدث المؤلف عن المثقفين الشرفاء، ومن أهمهم ( ريجيس دوبريه، الأشهر من أن يعرف، وجان بوبيرو المتخصص في العلمانية، والبروتستانتية، وصديق محمد أركون، والمفكر السويسري، جان زيغلير، الذي أمضى حياته في مهاجمة العولمة الغربية الجائرة، التي تجوع بلدان الجنوب، وأوليفييه مونجان الذي قال «إن المثقف غير التلفزيوني هو جنس في طريق الانقراض، حتى ولو كان أكبر عبقري في العالم»، وأدغار موران، وتودوروف، وستيفان هيسيل). وخلاصة الحديث هي أن المتابع يجب أن يكون حذرا، فقد تغيرت رسالة الإعلام الغربي كثيرا، وأصبح المثقف الحقيقي، والحر محاربا، والمثقف المزيف، الذي يغطي عمالته بالفكر، هو الذي تروج له وسائل الإعلام، وتصنع منه نجما بارزا، لكنه مزيف، وأظنكم تعرفون الكاتب الأمريكي الشهير، توماس فريدمان؟!.