سفينة الأحزان ما تزال راسية.. على أمواج فضية.. وقلب أزرق.. سفينة الأحزان. ما تزال جاثية.. على بحر مهيب.. وشفاه أعمق.. سفينة النسيان.. سفينتي.. أنا الراكب والربان.. وهي.. ما تزال باكية.. مكسورة الجناح.. مثل طائرة زاهية.. مثل طارقٍ لا يرتاح.. مثل ليل.. حتى إن خرج عليه القمر.. بدراً.. لا ينزاح.. ولا ينهار، ولا يضيء.. وإن لامسته النار.. مثل الدثار.. الذي يغطي أحلامك.. أو مثل التتار.. الذين يحتلون وقع أقدامك.. ولا يتركون خلفهم سوى رماد.. ودمار.. وعلى ذات البحر المهيب.. والظل الغريب.. الذي لا يكاد.. يُنسى.. سفينة الأحزان تمشي بلا عنوانٍ.. ولا مرسى.. تبكي بلا معنىً.. وتحلم بغير خيال.. كغانيةٍ ضائعةٍ في ملهى.. باحثة عن كسرة خبز.. عن راحة بال.. ويعلو سؤال: ماذا يبقى من الحزن غير أنفاس القصيدة؟ ماذا يبقى من البؤس على جبين الحياة؟