لطالما طالعنا عبركتاباته الأدبية والبحثية عبر هذه الصحيفة وشقيقاتها الصحف والمجلات المحلية والعربية لاكداً الحروف وحاثاً إياها لتطويعها في جمل ومعان تخدم الشأن الإنساني بهذه البلاد وبلاد عربية شتى، ألف العديد من الكتب التاريخية والروائية والفلكلورية والتي نورد منها هنا على سبيل المثال لا الحصر: الملك عبدالعزيز فارس الهوية العربية 1415ه (سياسي) مواضع الصيد في شمال المملكة العربية السعودية ترانيم عاشق (شعر) عام 1407ه وقفات صحفية (مذكرات صحفية) 1407ه رحلة الذكريات (قصص قصيرة) 1408ه السمح (كتاب علمي) 1408ه هدير الغضب في أدب حرب الخليج 1411ه (سياسي) الإبل عند الشرارت 1412ه (كتاب علمي) الدحة رقصة الحرب والسلم 1418ه دراسات شعبية منشورة (أدب شعبي)1424ه قراءات ودراسات أدبية منشورة (أدب عربي) 1425ه موسوعة التراث عند قبيلة الشرارات المراكب -الهوادج- المنسوجات 1428ه (إصدارات نادي الجوف الأدبي) 1427ه المنسوجات عند العرب (إصدارات نادي الجوف الأدبي) 1427ه الجنادرية والفلسفة الحضارية.. (إصدارات نادي الجوف الأدبي) 1427ه محطات قُروية (قصص قصيرة) (دار القناص للنشر - الرياض) 1426ه من الألعاب عند صبيان العرب.. (دار القناص للنشر - الرياض) 1424ه الحضاري في القصة القصيرة السعودية (دار الأخوة للنشر - عمّان - الأردن) 1423ه الشاعر/ سعيد بن غيثة الشراري شاعر بني كلب المعاصر 1418ه. الشاعر والشيخ والفارس/ خلف بن دعيجاء الشراري (مهودي على رؤوس الفطر) 1419ه. هذا غيض من فيض من عشرات الكتب التي ألفها لحفظ الموروث الشعبي التي تتصف به مناطق الشمال وأيضاً الكتب التاريخية التي أصبحت مرجعاً للعديد من الدراسات البحثية التي يقوم على إعدادها الباحثون والدارسون في هذا المجال. رحل أبو إبراهيم وترك خلفه إرثاً ثقافياً سوف تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، فقد كان على الدوام على قرب وحميمية من الإبداع فهو من الظواهر الإبداعية، كما ذكرت آنفاً في الرواية والأدب، بل كان متوغلاً في التعددية الأدبية بصورها وتعابيرها الشتى. وبالنسبة لشخصيته- رحمه الله- فقد كان مجبولاً على الصلاح والإصلاح عجنت طينته بالهدوء والبساطة والسكينة والتواضع وإنكار الذات والسعي لإحقاق الحق وبما ينفع الناس. يقول فيه أحد الشعراء عند سماعه نبأ وفاته: علم لفانا جرح القلب تجريح بخمسة عشر من يوم الاثنين جتنا خبر وفاة القرم راع المماديح اللي يمينه باللوازم كفتنا مرحوم يا سلمان نسل الزحازيح مرحوم يا شمس فعوله زهتنا مرحوم يا من وضح الحق توضيح بالعلم والتاريخ في مملكتنا كان موته فاجعة وخسارة كبيرة للأدب والأدباء فهو رحمه الله لا يكل ولا يمل في البحث مما جعل جيله والأجيال التي تليه تحفظ عنه الكثير مما قد توصل إليه من بحوث غنية تزخر بها مكتباتنا المحلية ومكتبات عربية وشرق أوسطية عدة. رحمك الله أيها المعلم فقد تتلمذ على أيديك الكثير من أبناء منطقة الجوف، وعندما يتحدثون عنك اليوم بحرقة وألم شديدين إنما يعبرون عما يخالجهم في ذواتهم من الحب الكبير تجاهك نتيجة ما أضأت لهم من شموع تنير لهم دروبهم وقبس يظل يشعل فيهم الحماسة ليقدح زناد العلم والتاريخ فيهم للبحث عن كل مفيد جديد يضيف للإرث الثقافي شيئاً يفتح في آفاقه أشياء جديدة، فصاحب العلم لا يموت بل يظل تذكره الأجيال جيلا بعد جيل فلسوف يموت من بعده أناس بسنين بعيدة ويصبحون في طي النسيان أما صاحب العلم فيبقى ذِكرُهُ يلامس المسامع. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.