لا يخفى على أي متابع سواء كان من جماهير نادي الاتحاد العريق بشكل خاص أو من المهتمين بالرياضة بصفة عامة مقدار المعاناة التي يشهدها النادي خلال السنوات القريبة الماضية التي ما زالت مستمرة إلى الآن!! فعلى الرغم من تعاقب الإدارات خلال الفترة الماضية والوعود العديدة التي قطعتها إدارة الفايز الحالية، إلا أن الأمر ما زال يزداد تعقيدا، شهرا بعد شهر وموسما بعد آخر سواء على المستوى الفني للفريق أو على الصعيد الإداري للنادي. وعلى الرغم من شبه الاتفاق على ترشح المهندس محمد الفايز لقيادة دفة الإدارة خلال الفترة السابقة، وعلى الرغم من محبته الكبيرة للنادي وعلاقته به وما قدمه من الوعود التي قطعت سواء من قبله أو من مجموعة المستقبل التي سحبت ترشيحها من أجله، إلا أننا كنا نتوقع له الفشل الذي جر لنادي الاتحاد وتاريخه كل هذه الإخفاقات! فقد رشح نفسه لرئاسة النادي اعتماداً على وعود بتبرعات شخصية وهبات من قبل أعضاء شرف النادي وهذا بحد ذاته يعتبر المدخل إلى فشل ذريع سوف تجنيه إدارته، وهو ما حدث بالفعل خلال مدة وجيزة. لكن الإداري الناجح هو الذي يقوم باتخاذ القرار الموضوعي المؤدي إلى تحقيق النجاح في الإدارة، فالقرار الموضوعي السليم هو القرار الذي يعقبه تحقيق النتائج الإيجابية الملموسة على أرض الواقع. ولعل هذا ما حدث للإدارة السابقة لابن داخل وحدث لغيره من قبله وسوف يحدث لكل رئيس ناد يعتمد على وعود شخصية (غير علمية) قابلة للمصادرة والتراجع تحت أي ظرف وفى أي وقت. وإذا لم يتم العمل في الأندية وفق معايير إدارية حديثة وبقيادة كفاءات مؤهلة قادرة على وضع خطط استراتيجية مبنية على أسس علمية وفق الإمكانات المتاحة ويمكن التنبؤ بنتائجها وكذلك قياسها، حيث إن الفكر الإداري الصادر عن خلفية علمية له الدور الأساسي في إنتاج حلول عملية قادرة على حل هذه المعضلة المالية الدائمة والمتجددة التي ستستمر كونها من سمات كرة القدم. وبكل أسف فقد استمر الهدر المالي في النادي وبشكل واسع فما نسمعه من الدفع لبعض اللاعبين من مبالغ طائلة تقدر بعشرات الملايين وبعد فترة وجيزة ينكشف أن ذلك اللاعب لا يستحق سوى ربع ما دفع لأجله أو أقل، كذلك عدم استثمار ميزانية النادي على الوجه الأمثل وتبديد الأموال بلا عائد، في مقابل تأخير للرواتب ومستحقات اللاعبين والعاملين والإداريين بالنادي أدى إلى نتائج سلبية حيث أصبحت بيئة النادي طاردة لكل من يعمل به! وقد اتضح ذلك الأمر منذ البداية حينما تم اتخاذ قرار إبعاد الكابتن محمد نور، وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت إدارة الفايز إلى اتخاذ هذا القرار فإنه بكل تأكيد تم تطبيقه بأسلوب خاطئ، مما انعكس على بقية أعضاء الفريق من اللاعبين وأصبحت رغبة العديد منهم الرحيل عن النادي خصوصا ونحن على أبواب فترة الانتقالات الشتوية في منتصف ديسمبر القادم ولا سيما في ظل استمرار تأخر المستحقات المالية الخاصة بهم. وعلى الرغم من كل ما قطعته إدارة الفايز من وعود في بداية عهدها لتسديد الديون المتراكمة على النادي إلا أن ذلك لم يتم، بل إن الأمر قد ازداد سوءاً فقد أصبحت خزينة النادي فارغة نظرا لعدم قدرة الإدارة الحالية على استغلال موارد النادي بصورة مثالية لتحقيق دخل، إضافة إلى عدم الإفصاح الرسمي من قبل الإدارة عن أسباب عجزها المالي ومقدار الديون الحالة على النادي وهذا بدوره وضع الكثير من علامات الاستفهام على الإدارة الحالية أمام أعضاء الشرف وأعضاء الجمعية العمومية. وباعتقادي أنه لا بد من مراجعة الآلية التي يتم بها اختيار رئيس للنادي وخصوصا عندما يتعلق الأمر في كيان نادي الاتحاد الكبير وشعبيته الجماهيرية، فليس كل من قدم وعدا وفى به وكل توافق بين مجموعة من الأعضاء يتم التسليم به بدون أن يكون هناك خطة واضحة مبنية على أسس علمية سليمة وقابلة للتنفيذ والقياس. فالإدارة الناجحة هي التي تجلب المال للنادي عبر استغلال موارده واستثمار منشآته الاستثمار الفعال، وأن من أهم عناصر نجاح العمل هو التخطيط الجيد والإدارة الكفؤة التي في مقدورها أن تحقق دخلا مجزيا للنادي يكون في مقابله التوظيف الأمثل لذلك العائد المالي عبر استقطاب اللاعبين والكفاءات الإدارية المؤهلة القادرة على إدارة الكيان كمنشأة احترافية كما هو معمول به في الأندية العالمية. لذا فإنه من الواجب الآن على إدارة الفايز أن تقدم المصلحة العامة للنادي على أي مصلحة خاصة، بحيث إذا لم تكن قادرة على تصحيح الفشل الحالي للنادي خلال فترة زمنية وجيزة فلابد لها من الانسحاب وإفساح المجال لغيرها من الإدارات القادرة على إعادة النادي العريق إلى سابق عهده وهذا ما يأمل به جميع عشاق النادي وأي مهتم بالحركة الرياضية عامة والله الموفق.