لابد من تفعيل الفكر الإداري لتجنب الأخطاء... لقد كثر الجدل والتصريحات خلال الأيام الماضية من قبل الجماهير ومحبي نادي الاتحاد، بل وحتى بعض أعضاء الشرف، وذلك بسبب ما أقدمت عليه إدارة الفايز من قرارات اتضح جلياً عندها مقدار التداخل الإداري وسرعة اتخاذ القرارات دون الانتباه إلى حساباتها المعقدة وأطرافها المتعددة فيما يخص إبعاد نور وزملائه عن الفريق!!!! ولن أتطرق إلى الجانب الفني في إدارة الفريق داخل الملعب وتبعيات هذا القرار على باقي اللاعبين وعلى الأداء، ولكن ما ظهر للمتابعين جلياً من كيفية إعلان القرار وتوقيته يدعو إلى الاستغراب والتعجب ويثير العديد من التساؤلات عن أسبابه وكيفية اتخاذه ولماذا؟؟ بل ويعتبر مؤشراً غير جيد يعكس صورة ضبابية عن آلية اتخاذ القرار والفكر الإداري الذي تقوم به إدارة الفائز بالنادي!!! ويمكننا القول إن الادارة الحالية للنادي لم تقدم للآن أي دلائل أو مؤشرات توضح آلية عملها في الوضع الراهن للنادي العريق وما يعانيه من الناحية المالية أو من أداء على مستوى الدوري، وكذلك خطة العمل في ظل التوجه نحو الخصخصة، فمن واجب الادارة توضيح ذلك لجماهير النادي ومحبيه، فقيادة نادي له تاريخ مثل الاتحاد تحتاج إلى فكر إداري متخصص ومبني على أسس علمية مجربة يكون لديها القدرة على قيادة دفه النادي لكي يعود كما كان أحد أعمدة وركائز الرياضة بالمملكة، بحيث يتم تكوين فريق عمل يقع على عاتقه إعادة النادي إلى مساره السابق وحل وإنجاز جميع متعلقاته المتراكمة من الإدارات السابقة ولعل أهمها حل الديون القائمة حالياً على النادي، بحيث تتمكن الإدارة من تجنب وتفادي أي أخطاء وقعت بها الادارات السابقة للنادي، ولعل أهمها الاعتماد الكلي على داعم واحد فقط وعدم استثمار النادي بما يحقق عوائد مجزية، مع ضرورة أخذه بالرأي والمشورة منهم لمعرفة السلبيات والإيجابيات، بحيث تتم بداية تعيين مدير تنفيذي لديه القدرة على استقطاب أعضاء فريق عمل فاعلين ووميزين لكي يؤدوا مهامهم بكل احترافية، ويحتمل ذلك المدير أيضاً على عاتقه إيجاد حلول مبنية على خطط علمية مدروسة وتعمل وفق مراحل لحل مشاكل النادي، بحيث يتم تفعيل جميع موارد النادي وقنواته وإعادة هيكلة الإتفاقيات التجارية وفق متطلبات السوق وما تقتضيه المصلحة العامة للنادي. ولعل اتخاذ قرار مثل إبعاد رموز الفريق بالصورة التي تمت، سيكون له آثار مباشرة على روح الفريق الواحد هي العنصر المميز والمحرك الأساسي لنجاح أي إدارة أو فريق كرة قدم، فوجود الصراعات داخل الإدارة الواحدة سيؤدي إلى نتائج وخيمة على الإدارة والنادي بحد سواء وبالتالي على الجماهير التي ما زالت تتحرق شوقا لعودته إلى ما كان عليه في الماضي. لذا لابد للإدارة الجديدة تفعيل الفكر الإداري للعمل داخل منظومة النادي والبعد عن كل ما يعكر صفو بيئة العمل داخلها، بحيث يتم القضاء على الصراعات فور حدوثها، والتأني عند الحاجة إلى اتخاذ قرارات ذات ارتباط وثيق في رموز النادي كما حدث في قرار اللاعب المميز محمد نور والعمل بالمبدأ الإداري القائل بأن المصلحة العامة للمنشأة دائما مقدمة على المصلحة الخاصة للأفراد العاملين بها. فالقرارات الإدارية يحب دراستها جيدا ومعرفة تبعياتها وما هي نتائجها المتوقعة لأن الجماهير هي المحرك الأساسي لكل ناد وهي القاعدة التي يعتمد عليها نجاح أي إدارة، ولابد من الأخذ بالاعتبار القاعدة الجماهيرية التي يتمتع بها نادي الاتحاد خصوصا في مثل هذه القرارات. فقد كان هناك عدة خيارات أخرى لتكريم اللاعب العريق الذي خدم النادي طوال السنوات الماضية وأخذ رأيه عند ضرورة اتخاذ مثل هذه القرارات وموافقته عليها كذلك، وبعدها يأتي الدور على إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالنادي بأن تمهد للجماهير وتشرح لهم آلية القرار وعلى ماذا بني وأنه تم بالاتفاق بين جميع الأطراف وما إلى ذلك لتجنب مثل تلك التبعيات التي حدثت خلال الأيام الماضية. [email protected] ماجستير الإدارة الرياضية