هو صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، ولد سموه الكريم في مدينة حائل في (2-11-1348ه). أما والده فهو الأمير عبد العزيز بن مساعد، وهو علم في خدمة هذه البلاد تحت راية الملك المؤسس رحمه الله، وأحد الرجال الشجعان الذين شاركوا في استرداد الرياض سنة 1319 ه. ووالدته هي طرفه بنت مساعد بن بتال المطيري من النساء المعروفات بالفضل والصلاح والبذل رحمها الله رحمة واسعة. وفي العام (1-11-1366ه ) وباختيار من المغفور له الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- تقلد الأمير عبد الله أعمال إمارة القصيم ولم يكد يبلغ الثامنة عشرة من عمره وبقي هناك حتى تاريخ (1-4-1376ه) حيث أسندت إليه أعمال إمارة منطقة الحدود الشمالية وما زال على رأس عمله. وفي فترة إمارته للقصيم نشأت بينها وبين الأهالي علاقة طيبة، وتعرض سموه في تلك الفترة لوعكة صحية أبقته في مصر للعلاج عدة أشهر وعاد للقصيم واستقبله الأهالي استقبالاً حافلاً يعكس المكانة الطيبة لسموه والعلاقة المتميزة بين سموه والأهالي. وسموه كأبيه الأمير المجاهد عبدالعزيز بن مساعد رحمة الله عليه، الذي يعتبر الشرع الشريف الأساس الذي يبني عليه أحكامه فيما يعرض عليه من قضايا ومشكلات ولا يتهاون إزاء أي مخالفه قد تصدر منافية للآداب الإسلامية وأحكام الشريعة الغراء. وقد نشأ في كنف والده رحمه الله على الآداب الإسلامية الرفيعة والسجايا العربية الأصيلة وعلى درجة كبيرة من التقى والورع فقد عرف والده -رحمه الله- على التقوى والصلاح والتمسك بالفروض الإسلامية ولا يتهاون إزاء أي تقصير فيها. ومما يذكر لوالده أنه بنى عدة مساجد على نفقته الخاصة احتسابا للأجر والثواب من الله تعالى. وعبدالله بن مساعد مثل والده جريء في الحق لا يعرف المجاملة فيه وهو لذلك يكره النفاق والتملق ومن هنا لم يكن للمداهنين والمنتفعين مكان في حياة سموه أو في مجالسه. وقد نذر سموه حياته من أجل خدمة دينه ووطنه ومليكه ومواطنيه فقد كرس أوقاته كلها لإشاعة العدل ونشر الطمأنينة وبسط الأمن بين المواطنين وقد ورث سموه عن والده رحمه الله صفة الاعتماد على النفس في العمل فهو ينجز جميع الأعمال المنوطة به بنفسه ويقوم بدراسة كل قضية تعرض عليه دراسة دقيقه متأنية وافية ثم يتخذ ما يراه إزاءها متوخياً إحقاق الحق وإقامة العدل وإمضاء حكم الشرع وهو لا يبالي بما يسببه له ذلك من إرهاق وتعب ما دام يجد فيه رضا ربه وراحة ضميره. ويختص سموه العاملين معه والمتصلين به ببره ورعايته، فالأقربون أولى بالمعروف فهو يعينهم عند كل ضائقة ويقف إلى جانبهم عند كل محنة قد تنزل بأحدهم والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها أن موظفاً بسيطاً كان عنده قد توفي وترك صبية صغاراً لا يملكون شيئاً من حطام الدنيا وكان الصبية الصغار لا يبرحون خيال سموه وكان دائم التفكير فيهم فاشترى لهم ثلاثة بيوت وأجرى عليها التعديلات والإضافات اللازمة ثم رتب لهم مائدة مجدية من المال وقد اشترى سموه كذلك عدداً من البيوت منحها لعدد من اخوياه والعاملين معه في مدينة عرعر مقتفياً في ذلك خطى والده رحمه الله. وكما نشأ سموه تقياً ورعاً عادلاً فهو حريص على أن ينشأ أبناؤه على الأخلاق الإسلامية الكريمة والسجايا العربية الأصيلة وهو يبذل في سبيل ذلك كل عناية واهتمام وهو لا يترك مناسبة تجمعه بهم إلا اغتنمها ليحثهم على التمسك بالخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة والجد والاجتهاد والمثابرة والإقبال على العلم حتى يكونوا رجالاً نافعين متسلحين بالعلم والإيمان والخلق القويم جديرين بخدمة دينهم ووطنهم ومليكهم وأمنهم وكما يحرص سموه على بسط الأمن وإشاعة الطمأنينة والاستقرار في المناطق التي يتولى إدارتها.