تتابعت الأحداث والأخبار.. مات ناس ووُلد ناس في عامنا الهجري الحالي الذي أزف على (الرحيل)، ويغادرنا إلى غير رجعة، وهو يحمل معه الذكريات المفرحة والمحزنة.. فيه كَبُرنا وتعلمنا.. بكينا وندمنا.. تغيرنا وتطورنا.. تركنا أمنيات كنا نأمل أن تتحقق فيه، لكنا ذهبت أدراج الرياح والألم يعتصرنا والحزن كوشم طبع في أجسادنا. وها هو العام الجديد قد أوشك على (الولوج) في عالمنا وذواتنا؛ ليفتح صفحات أخرى في حياتنا.. من السهل أن نستعرض أيامه، لربما في أقل من ساعة أو نصفها من الزمن ونحن نقلب صفحاته الورقية؛ لنعرف المناسبات والإجازات والتقويم الدراسي وبعض الأمور الأخرى التي تهم كل شخص لترتيب أوضاعنا على أساسها، ولكن من الصعب أن نتنبأ بأحداثه وما سيجري فيه، فعليك ألا تنتظر وقوع الحدث بل حاول أن تكون صانعاً له، فقد يكون في شخصك أو بيتك وما يتعلق بأسرتك أو محيطك من الجيران أو مكان العمل أو في مكان آخر لك علاقة فيه، فكن فاعلاً ومتفاعلاً مع ما يجري حولك، أظهر رأيك، قدَّم مقترحاتك، ساهم بتغيير السلبيات إلى إيجابيات، وعززها، ولا تدع يوماً يمر ويمضي دون فعل شيء نافع، فإنما أنت واحد من كل، ولا تقل ليفعلها غيري، فهذا تصرف غير مسؤول، ولا مبالاة، فأنت ستحاسب على ذلك عاجلاً أو آجلاً فحياتك ليست ملكاً لك وحدك، إنما هي ملكك وملك الآخرين، وبها تحيا مرتين، مرة بما قدمت لنفسك، ومرة بما قدمت للآخرين من أفعال وأقوال مفيدة، ولنبدد القول الذي يقول: الحياة يوم لك ويوم عليك، بل الأيام كلها لك إذا أحسنت استغلالها بما يرضي الله أولاً ثم دينك ومجتمعك، وإن أكثر الناس عملاً أوسعهم زمناً، ولا يضيعون زمنهم في التردد والاختيار، ولا يكونون كرة في يد الظروف، تلعب بهم كيف تشاء، ولنتذكر قول الله عز وجل: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْه مَسْؤُولاً . أليست هذه مفردات الحياة؟