ودعت دنيانا خبيرة تربوية ورائدة تعليمية وموجهة لها قيمتها ووزنها في مجال التربية والتعليم، ليس في عنيزة فحسب وإنما على مستوى منطقة القصيم عامة، إنها التروية الفاضلة الأستاذة سبيكة بنت عبدالعزيز المنصور -غفر الله لها, لم يكن خبر وفاتها ورحيلها بالشيء السهل أو الهين على قلوب محبيها وأسرتها ومجتمعها، فقد تركت فراغاً كبيراً في أوساط التربية والتعليم ومجتمع عنيزة الذي يتذكر سيرتها العطرة وحرصها ووفاءها لمجتمعها. غادرت الأستاذة والتربوية سبيكة المنصور -رحمها الله- الدنيا بعد أن قدمت عطاءها التربوي والتعليمي لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً، ونهل من فكرها وعطائها الكثير من بنات جنسها اللاتي أنتشرن في مواقع كثيرة من الوطن العزيز. لقد كانت الفقيدة قدوة تربوية في عطائها المخلص لمن تعلموا على يديها صغاراً في المدرسة الأولى الابتدائية للبنات في عنيزة وأحبوها حباً رسخ في عقول الطالبات وأسرهن لما تحمله من خصال حميدة وسمعة طيبة، وبعد أن تشرف كثيراً من طالباتها بالدراسة على يديها معلمة متميزة تشرف البعض منهن باللحاق بها والعمل معها معلمات في المدرسة نفسها ثم أصبحن معلمات تحت إدارتها. وقد تسلمت الفقيدة إدارة المدرسة في عام 1398ه وظلت على مقعد الإدارة 30 عاماً، لقد أصبح اسم الفقيدة لامعاً في ميدان التربية والتعليم، فقد عاصرت العديد من الأجيال التعليمية اللاتي كن معها في بدايات التعليم ومن تلك الأسماء اللاتي شكلن معها أسماء بارزة في تعليم عنيزة الأستاذة نورة سليمان الرهيط -رحمها الله- والتي سبقت مراحل التعليم الرسمي، إذ قعدت لتعليم بنات مجتمعها العنيزي وعرفت -رحمها لله- بلقب (رهيطه), كما كان هناك أسماء عدد من التربويات اللاتي كانت لهن بصمات واضحة، من هؤلاء حصة سليمان الخليف وحصة سليمان العوهلي وفاطمة عبدالعزيز الحميدان وكثيرات قد لا تستوعبهن الذاكرة في هذه السطور، فقد أشعلت الفقيدة -رحمها الله- في ذاكرتي أسماء وصور ذلك الزمن الرائع بعفويته وبداياته. رحم الله الفقيدة سبيكة المنصور جزاء ما قدمت لمجتمعها من عطاء مخلص وأسكنها فسيح جناته، وألبس أسرتها وذويها ومجتمعها الذي أحبها لباس الصبر والسلوان، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.