تابعت ما نشر في (الجزيرة) عن فعاليات عيد الأضحى وموسم حج هذا العام، وأقول: لم يمض علينا ما يقارب من الشهرين من شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، إلا ونحن نستقبل شهر ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك الذي فيه يوم عرفة يوم الحج الأكبر، وهو الشهر الذي يغفر الله عزَّ وجلَّ فيه ذنوب عباده. وعيد الأضحى المبارك الذي حلّ علينا في الأيام الماضية، هو عيد المسلمين بعد عيد رمضان، فيه يتقرب الناس إلى ربهم عزَّ وجلَّ إما بالحج أو بالصيام أو بذبح الهدي اقتداء بسنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم. الكثير من الناس يستغلون هذه المناسبات العظيمة مثل شهر رمضان وشهر ذي الحجة، لمراجعة أنفسهم ومحاسبتها عمَّا بدر منها تجاه ربها سبحانه وتعالى، ثم تجاه الناس من ظلم وحسد وبغضاء وتقاطع بين الأقرباء والزملاء ليس لها ما يبررها سوى أنها من إتباع طريق الشيطان الذي أقسم على نفسه ليغوين عباد الله. عيد الأضحى المبارك هو فرصة عظيمة للكثير من المتخاصمين الذين تطوى عليهم السنين وهم في فراق، بسبب أمور بسيطة لا تستحق كل هذا التقاطع المحرّم. عيد الأضحى المبارك فرصة عظيمة لمن في نفسه على قريب أو صديق أو زميل أو غيرهم من عامة الناس، بأن نصفي الأنفس وأن نتنازل لمن له حق عن حقه ابتغاء مرضاة الله أولاً ثم مرضاة نفسه، حتى يعيش حياة سعيدة بعيدة كل البعد عمَّا يكدرها من أمور ليست سوى من أعمال الشيطان، الذي يريد أن يجعل عباده في كره وبغضاء وتقاطع بينهم. نعم ما أجمل أن تصفي الأنفس وما أجمل أن نعيش كجسد واحد نحب لأنفسنا ما نحب لغيرنا، حتى نكسب بذلك مرضاة ربنا عزَّ وجلَّ ثم مرضاة أنفسنا التي لم ولن تقبل سوى التحابب والتراحم والتعاطف والتسامح.