أشعر بالفخر كسعودي وأنا أشاهد عبر وسائل الإعلام المختلفة مرئية كانت أو مسموعة أو مقروءة أو حتى إلكترونية.. البِشْر والسعادة والفرحة تملأ وجوه حجاج هذا العام، وإذا كانت (الجزيرة) كصحيفة وطنية رائدة، قد قامت بدورها (المعتاد) في تغطية فعاليات الحج أولاً بأول، بالكلمة والصورة والتصريح والرأي، ونشر مشاعر بعض الحجاج عمّا وجدوه أمامهم من خدمات وإمكانات عظيمة على أرض المشاعر المقدسة، فإنّ ما أفرحني وأسعدني كمواطن، هو أن يأتي (صدى) ذلك عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية المختلفة التي أبرزت الدور الكبير والمجهود الجبار والإنجازات العظيمة التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن، منذ أن وطأت أقدامهم أرض المشاعر حتى غادروا إلى بلادهم غانمين سالمين بإذن الله. لقد أشادت وسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية من الخليج إلى المحيط ومن المشرق إلى المغرب وفي كافة أرجاء المعمورة، بأكبر توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين، وبالمشاريع العملاقة التي أُنجزت في كافة المشاعر، والتي قدّمها خادم الحرمين الشريفين وحكومته الميمونة خدمة لضيوف الرحمن هذا العام والأعوام القادمة إن شاء الله، وما زال للخير بقية .. «مليارات الريالات» أمر بصرفها إمام المسلمين وخادم البيتين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة في منى وعرفة ومزدلفة وتوسعة الجمرات، وإنشاء الجسور العملاقة، وسكة الحديد النادرة والطرق الفسيحة، لكي يتحوّل الحج من «مُعاناة» قبل سنوات على الحجاج، إلى فسحة ومُتعة دينية أجبرت الصغير والكبير من ضيوف الرحمن، أن يلهجوا بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومة المملكة (حكومة الإسلام الأولى)، التي شرّفها الله أن تكون على العهد والوعد في خدمة أبناء المسلمين في العالم أجمع، وخدمة الإسلام بشكل عام.. قناة إعلامية من مصر وصوت إعلامي من المغرب وثالث من إندونيسيا ورابع من البوسنة وآخر من أفريقيا وغيرهم من الأمريكيتين، كلهم أجمعوا أنّ ما تحقق في المشاعر المقدسة وعلى أرض المملكة العربية السعودية، هو إعجاز وإنجاز سخّرته حكومة خادم الحرمين لأبناء المسلمين جميعاً في كافة أرجاء الأرض. لقد شعرت بالفرحة والزّهو والسعادة بأنني أنتمي لهذا الوطن ومن أبناء من يخدمون الإسلام وأبناء المسلمين، ومن نشأت وترعرعت في أقدس بقاع الأرض ونور الإسلام والمسلمين، أرض الحرمين الشريفين أرض المملكة العربية السعودية قائدة الإسلام والسلام، ووطن المجد والعز والانتصار، أرض التاريخ وأرض الرسالة المحمدية العظيمة .. لقد ذرفت دموعي وأنا أشاهد حاجّة مسلمة أتت من أقصى بلد في الكرة الأرضية وبلغتها العربية (المُكسّرة)، وهي تقول إننا لم نجد أمامنا منذ أن وطأت أقدامنا أرض المطار إلاّ دفء الاستقبال، وحلاوة اللسان، وحسن الخلق، من أبناء المملكة العربية السعودية، الذين يقومون على خدمة أبناء المسلمين وضيوف الرحمن، لم نجد إلا المعاملة اللطيفة، والابتسامة الدائمة، والمشاعر الخلاّقة، باختصار هؤلاء هم أبناء المملكة العربية السعودية. أما خارج المطار وحين وصولنا إلى الحرم المكي، فقد أصبت بالدهشة من هذه المشاريع العملاقة في مكةالمكرمة وبالأخص التوسعة العظيمة للحرم، أما بقية المشاعر فلا أستطيع وصفها، إنها تحفة معمارية نادرة وشدّني قطار المشاعر وخيام منى وجمال عرفات وروعة مزدلفة وفساحة الجمرات .. هذا غير الطرق والكباري العملاقة.. بصراحة مهما تحدثت لن أصف الخدمات التي أنجزتها المملكة في الأراضي المقدسة. هذه نماذج مما سمعت ورأيت من مشاعر لحجاج تشرّفوا بحج هذا العام، أو من وسائل إعلام مختلفة تصف ما حدث في المشاعر من تطوير بأنه معجزة وقف وراءها رجال بقيادة خادم الحرمين الشريفين .. وأنا بدوري وبهذا المقال المتواضع، أقول كل الشكر والامتنان والعرفان لك يا خادم الحرمين، أطال الله في عمرك وأمدّك بالصحة والعافية، وجعل ما فعلته وأمرت به لخدمة الحجاج والمعتمرين وأبناء المسلمين عامة في ميزان حسناتك، فأنت قائد المسلمين والغيور على الإسلام، أنت وعضدك سمو وليّ العهد الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -، لقد شرفتمونا كأبناء وطن وسعوديين، ورفعتم رؤوسنا عالياً أمام ضيوف الرحمن بالإنجازات التي تحققت في أقدس أرض، خدمة للحجاج والمعتمرين وللإسلام وأبنائه عامة. والشكر لرجل الأمن الأول الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وحارس أمن الحجاج، ورجاله الأبطال الذين سهروا لراحة وأمن الحجاج طيلة موسم الحج، وكل الشكر للمسئولين المخلصين ورجال الجمارك ورجال الخطوط السعودية ورجال الجوازات ورجال الحرس الوطني ورجال الدفاع المدني ورجال الإسعاف والكشافة والصحة، وكل من ساهم وسهر على راحة ضيوف الرحمن .. وكل عام والجميع بألف خير. خاتمة: لو لم أكن «سعودياً» لتمنّيتُ أن أكون سعودياً، واسألوا «حجّاج بيت الله» الذين يغبطوننا على ما نحن فيه من نعمة ورخاء وأمن، في ظلِّ قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو وليّ عهده الأمين وسمو النائب الثاني، فالحمد لله على ما أنعم به علينا وكرّمنا كشعب يقطن هذه الأرض الطاهرة بالمشاعر المقدّسة ويحتضن مسجد وقبر سيِّد البشريّة وخاتم الأنبياء، رسولنا وحبيبنا محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم.