أعلنت قيادة قوات أمن الحج لهذا العام جاهزيتها الكاملة لمواجهة جميع أنواع المخاطر الافتراضية بمكةالمكرمة والمشاعر والمقدسة، مؤكدة قدرتها على التدخل السريع والفاعل للحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام، كما قدمت القيادات شرحاً عن أبرز ملامح الخطط الأمنية والتنظيمية لحج هذا العام. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لقيادات الأمن العام بالحج الذي عقد أمس بمقر الأمن العام في منى بحضور قائد قوات أمن الحج اللواء سعد بن عبدالله الخليوي، وقائد مركز القيادة والسيطرة اللواء عبدالله بن حسن الزهراني، ومدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف بن سالم القرشي، وقائد القوة الخاصة لأمن الطرق بمكةالمكرمة حسن بن عبدالله الشبلان، وقائد مراكز الضبط الأمني المقدم فهد بن عبدالله المديهش. واستهل المؤتمر بكلمة لقائد قوات أمن الحج شدد فيها على العمل بكل جدية ومثابرة على تنفيذ الأمر السامي الكريم في الحد من وصول الحجاج المخالفين لأنظمة الحج، مشيداً بالقرارات التنظيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي تصب في مصلحة حجاج بيت الله الحرام، وكذلك دعم قدرة الأجهزة الحكومية كافة ومنها الأمن العام لأداء مهامها في رعاية ضيوف الرحمن والحفاظ على أمنهم وسلامتهم والتصدي بكل حسم لكل ما يمكن أن يعكر صفو الحجيج. وبيّن أن جميع الخطط التي نفذت في موسم الحج الماضي قد روجعت وعمل على تطوير الإيجابيات ومعالجة السلبيات إن وجدت خاصة في الجانب الأمني والمروري وإدارة وتنظيم الحشود وبقية الخطط في الإسناد الإداري والدعم الفني الذي يلازم العمل الأمني في موسم كل حج، لافتاً النظر إلى وجود خطة استباقية في جميع مناطق المملكة للعمل من خلال مديري الشرط وذلك بتشكيل قوة للتعامل مع المكاتب الوهمية والتعامل مع جميع من يحاول التحرك من جميع مناطق المملكة للتوجه إلى مكة من أجل أداء فريضة الحج من دون تصريح حيث تم ضبط الكثير من تلك المكاتب. وأشار اللواء الخليوي إلى الانتشار الواسع لقوات أمن الطرق في جميع المحاور الرئيسة المؤدية من مناطق المملكة إلى منطقة مكةالمكرمة وذلك للتعامل مع أي مخالف من خلال نقاط التحكم والفرز. وبيّن أن هناك استراتيجية مختلفة للمراكز الثمانية الرئيسة التي تؤدي إلى مداخل العاصمة المقدسة، حيث يتم منع كل مخالف يفكر بالقدوم إلى مكةالمكرمة، وسيتم القبض عليه وتبصيمه وتسليمه للجهات المختصة وسيتعرض إلى عقوبة الترحيل والمنع من اعودة إلى المملكة لمدة عشر سنوات، كما سيتم ضبط الناقل للحجاج المخالفين ويتعرض للإيقاف لمدة عام وحجز المركبة، إضافة إلى العقوبة المالية إنفاذاً للأمر السامي الكريم، مؤكداً انتشار رجال الأمن في جميع المناطق والطرق وحتى الترابية منها التي قد يفكر البعض في إتباعها. وأفاد اللواء أنه وضعت الخطط المرورية بحيث تتناغم مع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، وذلك نتيجة لنقص الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف والساحة الشرقية في هذه السنة نتيجة شغلها بنسبة خمسين بالمائة بالمعدات والرافعات، مضيفاً أنه كان هناك خطة وقائية للتعامل مع نقص الطاقة الاستيعابية في شهر رمضان وكانت النتائج إيجابية، مؤكداً أن الخطة الوقائية لموسم الحج تختلف اختلافاً كاملاً عن شهر رمضان وبالتالي طورت للتعامل مع الكثافة والأعداد المتوقع وصولها إلى المسجد الحرام قبل يوم التروية وفي اليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر، كما وضع في الاعتبار الدعم للمنطقة المركزية وخاصة داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة، إضافة إلى الاستفادة من توسعة خادم الحرمين الشريفين التي ستضيف مرونة في الحركة بحيث سيكون هناك خطوط طولية وعرضية لمسارات القادمين من وإلى المسجد الحرام. وأكد الخليوي جاهزية واستعداد رجال الأمن العام بشكل كامل بعد أن اعتمدت الخطة العامة والمشتملة على الخطط التفصيلية لجميع الجهات المشاركة بأفرع الأمن العام من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. واستعرض قائد مركز القيادة والسيطرة اللواء عبدالله بن حسن الزهراني المهام المنوطة بالمركز لحج هذا العام، لافتاً النظر إلى أنها تتضمن وضع خطة تحديثية لتجهيز المركز بالتقنيات المتقدمة من وسائل اتصال وغيرها، بحيث كانت هناك نقلة نوعية في مستوى التقنية للمركز كما تم تركيب الكاميرات في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وكذلك متابعة تنفيذ الخطط الميدانية لجميع قطاعات الأمن العام وتوفير المعلومات اللازمة للمشاركين في الأعمال الميدانية للجهات المختصة واستقبال المكالمات لحالات الطوارئ. وأشار إلى أن المركز وصل إلى مستوى ممتاز، معبراً عن أمله أن يؤدي مركز القيادة والسيطرة دوره بكل اقتدار لخدمة ضيوف الرحمن والعاملين في قطاعات الأمن العام بجميع مستوياتهم. من جانبهوضح مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف بن سالم القرشي أن شرطة العاصمة وضعت الخطط والدراسات وشاركت في الاجتماعات على مستوى إمارة منطقة مكةالمكرمة لتنفيذ مهامها على الوجه الأكمل، لافتاً النظر إلى أن هناك عدة محاور اعتمدتها شرطة العاصمة المقدسة منها حفظ الأمن والنظام ومباشرة الحالات الجنائية ويتضمن ذلك تجهيز جميع مراكز الشرط المنتشرة في أنحاء العاصمة المقدسة ودعمها بالقوى البشرية والآلية لاستقبال الحالات الجنائية وتسجيل البلاغات وتحويلها إلى جهات الاختصاص وتوزيع أفراد البحث الجنائي على جميع مداخل مكةالمكرمة ومخارجها والطرق المؤدية للمنطقة المركزية لجمع المعلومات ومراقبة كل ما يعيق حجاج بيت الله الحرام كحالات السلب وغيرها، وتنظيم الحشود البشرية للحجاج في منطقة محطات النقل العام في «باب علي» بتنظيم الصفوف إلى أن يستقل الحجاج باصات النقل العام ونقلهم إلى مواقع سكنهم بعد أداء الصلوات، ومكافحة الظواهر السلبية كالباعة المتجولين أو ظاهرة التسول أو الافتراش وكل ما يعيق وصول الحجاج إلى المسجد الحرام، مهيباً بالجميع التقيد بتنظيمات الحج ومساعدة رجال الأمن في تنفيذ مهامهم. وقدم قائد القوة الخاصة لأمن الطرق بمكةالمكرمة العقيد حسن بن عبدالله الشبلان شرحاً موجزاً عن أبرز مهام القوات الخاصة لأمن الطرق، إذ إنها تشرف على جميع مداخل العاصمة المقدسة، مؤكداً أنه سيتم تنفيذ ما صدر من توجيهات فيما يخص خطة «لا حج بلا تصريح»، وذلك من خلال التعاون مع القطاعات الأمنية الأخرى التابعة لوزارة الداخلية، وتسليم من يخالف هذه التعليمات سواء مواطناً أو مقيماً للجهات المختصة. وأفاد أنه تم البدء في استخدام التبصيم والوسائل التقنية الحديثة وأن النتائج مشجعة، حاثاً المواطنين والمقيمين التقيد بالتعليمات المنظمة للحج ومساندة رجال الأمن في ذلك. واعتبر قائد مراكز الضبط الأمني المقدم فهد بن عبدالله المديهش أن مراكز الضبط هي صمام الأمان للقادمين للحج سواء من الطرق العادية أو الترابية، ذلك أن تلك المراكز منتشرة في كامل محيط مكةالمكرمة، لافتاً النظر إلى أن التغطية الأمنية تمت بعد المسح الجوي لمعرفة كامل المداخل والمخارج. وأفاد بوجود قوات للتدخل السريع في حال اكتشاف منفذ أو طريق لم يتم تغطيته من قبل تلك المراكز، حيث سيتم القبض على الحجاج المخالفين واستخدام أجهزة التبصيم وتسليمهم للجهات المختصة لتطبيق العقوباعليهم، لافتاً النظر إلى أن من مهام تلك المراكز مساعدة الحجاج النظاميين في الوصول إلى مكةالمكرمة حال فقدانهم الطريق- لا سمح الله.