صَدَرَ الآن كتاب «مفاتيح القصيدة الجاهليّة: نحو رؤية نقديّة جديدة (عبر المكتشفات الحديثة في الآثار والميثولوجيا)»، للأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد الفَيْفي، في طبعته الثانية 2014، عن (عالم الكتب الحديث، بالأردن)، وذلك في طبعة مزيدة منقّحة، تقع في 342 صفحة. ويضمّ الكتاب بين دفّتيه دراسة علميّة محكّمة في جامعة الملك سعود. وكان قد صدر في طبعته الأولى عن (نادي جُدّة الأدبي، 2001). من مقدّمة الكتاب: «ما زالت الدراسات حول الشّعر القديم- الجاهلي بوجه خاصّ- تفتقر إلى إعطاء القارئ مفاتيح أساسيّة يستطيع من خلالها أن يَلجَ إلى القصيدة، فيقرأها قراءة تضعها في سياقها الثقافي الذي نشأتْ فيه وعبّرت عنه؛ إذ تظلّ تلك الدراسات جُزئيّة، إمّا بقراءتها شعر شاعر بعينة، مستقلا عن غيره، أو لتركيزها على ظواهر شعريّة محدّدة. الأمر الذي ينتهي إلى ضرب من المعمّيات المتفرّقة، تُراح النفس غالبًا من عناء قراءتها باتّهام الشاعر بالسذاجة الفنّية، أو بالقول إن وراء الأَكَمَة الدّلاليّة ما وراءها ممّا اخترمته عوادي الأزمان. وإزاء بعض التخرّصات المنهاجيّة الحديثة تأتي المكتشفات الأثريّة والميثولوجيّة في شبه الجزيرة العربيّة لتضعنا أمام وثائق غاية في الأهميّة، بما تقدّمه من معطيات حيّة وملموسة عن حياة العرب قبل الإسلام، وعن مزاجهم الحضاري والتعبيري. وعلى الرّغم من قيام فجوة معرفيّة دون القرنين الخامس والسادس الميلاديين في جزيرة العرب، فلعلَّ الآثار المكتشفة إلى اليوم كانت قمينةً- لو حُلّلتْ، ونُوظرتْ بآثار العرب القَوليّة- أنْ تُحْدثَ ثورةً معرفيّة، قد تَقْلب المفاهيم التقليديّة السائدة عن عصر ما قبل الإسلام، وتُحتّم إعادة قراءة جوانب شتّى من تراثه. على أن اجتراحنا هذه القراءة ليس سوى مَدخل لمشروع أوسع، يهدف إلى إعادة استكشاف الشّعر القديم في ضوء معطيات البحوث الأثريّة والميثولوجيّة الحديثة».