رئيس (وحدة القدس) ضمن تنظيم (الحرس الجمهوري الإيراني)، الجنرال قاسم سليماني هو الذي يدير ويشرف على العمليات العسكرية في سورية، فمنذ عام بدأ بشار الأسد يتضعضع، لكن إيران وضعت ثقلها في سورية، فهنالك المستشارون، والذين قتل منهم من قتل، والنظام الإيراني يصول ويجول مع النظام السوري على الرغم من الحظر الاقتصادي المفروض على إيران والنشاط العسكري ذي النطاق الموسع في سورية الموجه ضد المعارضة والجيش الحر. تمد إيران للحزب المسمى (حزب الله) يد المساندة، ذلكم الحزب الذي يشكل معضلة للبنان: «الدولة والقطر»، مدعية أنه يشكل خطرا آخر تجاه «الدولة العبرية»، سليماني «المتشدد» يعمل بين روحاني، رئيس الحكومة الإيرانية الجديدة، الذي يجنح نحو الاعتدالية، ويحظى بتأييد من المرشد الروحي آية الله خامنئي، ويؤكد بعض المحللين السياسيين أن إيران تتبع سياسة «النفس الطويل» في علاقتها مع الغرب، وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة، وبناء على تصريح لأحد الجنرالات من الحرس الجمهوري الإيراني يتضح أن سورية تعتبر «حلقة» مهمة جداً في «استراتيجيتها في المنطقة»، بدأ بأفغانستان «الواقعة إلى الشرق منها» مروراً بالعراق ثم سورية ثم «حزب الله» في لبنان، ويذكر الجنرال أن فقدان سورية يشكل كارثة بالنسبة لإيران نفسها. أما العلاقة بين إيران وأمريكا فعلاقة معقدة: «مشروع إيران النووي» تعارضه بشدة أمريكا، وفي الوقت ذاته، كان، ولربما لا يزال، هنالك عمليات مشتركة (غير معلنة) بين البلدين، تحديدا بالنسبة لطالبان في أفغانستان، بعد ذلك تعاونهم لإزالة صدام حسين، وبعد ذلك دورهم في انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، والآن تردد الأمريكان في التدخل في سورية، ودور إيران من خلال (قاسم سليماني) واضح في إدارة شؤون بغداد من مكتبه في طهران. لقد تحقق لإيران ما تريد: في العراق هنالك (الحكومة المتحالفة) مع طهران، وخروج الأمريكان من العراق، ثم المعركة في سورية، التي يريدون حسمها لصالحهم، ثم التغلغل في لبنان من خلال (حزب الله)، وباختصار، فإن (الأفعى الفارسي) و(المد الشيعي)، الممتد من كابل مرورا بطهران ثم بغداد وبعد ذلك دمشق فلبنان، يدفعنا إلى التساؤل: ما مصير المنطقة، (منطقة الشرق الأوسط)، آخذين في الاعتبار ذلكم الطوق الفارسي، هل الجواب عند العرب أو عند الغرب؟؟!! [email protected] رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية سابقاً، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سابقاً.