تنطلق الحملة الوطنيَّة للتوعية بسرطان الثدي خلال الأيام القليلة المقبلة، وأكَّدت الدكتورة فاطمة بنت عبد الله الملحم، رئيسة قسم الأشعة في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر أن سرطان الثدي يُعدُّ أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في السعوديَّة بين النساء، إِذْ يشكل نسبة 26 في المئة من من أورام النساء تحديدًا. وأشارت إلى أن كثيرًا من النساء يتوجهن إلى فحص الثدي متأخرات، حيث إن بإمكان الفحص المبكر أن ينقذ حياة 95 في المئة من الحالات، مشيرة إلى أن دعوة الكشف المبكر، يدفع عددًا كبيرًا من الاستشاريات والاختصاصيات والاستشاريين والاختصاصيين والمتطوعين من خلال جمعية السرطان السعوديَّة في المنطقة الشرقية لتنظيم هذه الحملة التوعوية تحت شعار الشرقية وردية للسنة الخامسة على التوالي، وذلك برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية. رئيس جمعية السرطان السعوديَّة في المنطقة الشرقية الدكتور عبد العزيز التركي قال: إن رعاية صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية لهذه الحملة هو دعم لنا في تحقيق الأهداف الإنسانيَّة والتوعوية التي أنشئت الجمعية من أجلها، كما أشار إلى أن الجمعية أهلت فريقًا مؤلفًا من زهاء 400 من الكوادر الطّبية والمتطوعين، للتعامل بشكل فعَّال مع الشرائح المستهدفة خلال العمل الميداني، طيلة أيام الحملة الوطنيَّة التي تحمل شعار «الشرقية وردية 5». وقال: إن فعاليات الحملة تتَضمَّن توزيع مطبوعات إرشادية، حول أهمية الكشف المبكر عن المرض، بالإضافة لمعلومات عامة عن المرض، إلى جانب توفير عيادتين منتقلتين ميدانيًا، يمكن للسيدات من خلالها تلقي فحص الماموجرام، وتلقي التثقيف اللازم حول سرطان الثدي، وكيفية إجراء الفحص الذاتي، على أيدي طبيبات ومتخصصات وبواسطة المجسمات الخاصَّة. وأوضح الدكتور التركي أن الحملة تتَضمَّن عقد سلسلة من الندوات والمحاضرات، بمشاركة أطباء وإعلاميين وتربويين ومتطوعين، للتعريف بأساليب التوعية، وأهمية الكشف المبكر، وأساليب الوقاية في عدد من المدن كافة، وخصوصًا مدن المنطقة الشرقية، مشيرًا إلى أن الجمعية سعت لتوقيع مذكرة تعاون مع العديد من الهيئات والمراكز العلميَّة وشركات القطاع الخاص، لتنفيذ بعض المشروعات الخاصَّة بالجمعية، من أهمها التعاون المثمر مع شركة روش للأدوية، ومركز دترويت للأورام، ومركز رازوال بارك للأورام، والجامعة الأمريكية في بيروت، ويأتي ذلك التعاون من أجل دعم رسالة الجمعية للتوعية. وأضافت الدكتورة فاطمة الملحم أن الجمعية تقوم في شهر أكتوبر من كل عام بإعادة «مسيرة الحلم»، وذلك بالتوعية عن سرطان الثدي، تماشيًا مع توجُّهات منظمة الصحة العالميَّة، والشهر العالمي للتوعية عن المرض دوليًا، لما فيه صالح المرأة والمجتمع، لافتة إلى أن الجمعية وضعت خطة مكثفة للتوعية خلال هذا الشهر، تشمل كافة المناطق. وزادت: «رسالتنا هي استثمار كافة الوسائل المتاحة، لتوعية النساء لأهمية التفاؤل، بأن الفحص المبكر يبعث الأمل وينقذ الحياة، عبر الاكتشاف المبكر والتدخل الطّبي السريع، علمًا بأن ضمان الشفاء بإذن الله تعالى، يصل إلى ما نسبته 95 في المئة، إذا ما تَمَّ الكشف عنه في مراحل مبكّرة وعلاجه على النحو المناسب». وبيَّنت الدكتورة الملحم أن «جهود الكشف المبكر عن السرطان، تستند إلى عنصرين اثنين، الأول هو تثقيف السيدات لمساعدتهم في التعرف على علامات السرطان الأولى، على سبيل المثال وجود كتل في الثدي أو تحت الابط أو التغيِّرات في الجلد، والثاني تنفيذ برامج التحرّي للكشف عن الأشخاص المصابين بحالات سرطانية في مراحلها المبكرة. وخلصت الدكتور فاطمة إلى أن «مرضًا مثل السرطان نحتاج لعلاجه من ناحيتين، الجانب الطّبي والعلاجي، ومن الجانب الوقائي والتثقيفي، وهنا تكمن أهمية الحملة، حيث نسعى من خلالها إلى إبعاد الكثير من الأوهام حول هذا المرض، الذي ارتبط في أذهان الناس بأنَّه قاتل وأن من يصاب به ينتظر أجله خلال أيام أو أسابيع، وهذه النظرة يجب أن تتغيَّر، وتغيير هذه النظرة تعني جهدًا اجتماعيًّا مكثفًا من جميع الجهات المسؤولة عن تثقيف الناس، سواء الحكوميَّة منها أو الخاصَّة وحتى مؤسسات المجتمع المدني».