تحدث عدد من صاحبات السمو الملكي الأميرات حفيدات المؤسس عن سيرته العطرة وإنجازاته وبطولاته، وأكدن أن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ذو عزيمة قوية منذ بدء حياته، حتى كان إصراره على فتح الرياض وهو في شبابه، دون خوف من الأخطار. وأكدت حفيدات المؤسس أن ما حدث أشبه ما يكون بالمعجزة التي تحققت على يد إنسان شهد له بالعبقرية والإبداع الأعداء قبل الأصدقاء. وأكدن أن الملك عبدالعزيز برحابة صدره وحسن طبعه وسط إدراكه القلوب، فالتفت حوله وتكاتفت الأيدي لتتوج الجهود الجبارة ببناء وطن عظيم فخر لكل مواطن. وأشارت صاحبات السمو الملكي الأميرات في أحاديثهن عن والدهن المؤسس، إلى أننا نعيش ونرى حلم عبدالعزيز يتجسد أمامنا، بعد أن قيض الله لهذا الحلم أبناء عبدالعزيز وسواعد أبناء الوطن الذين ساروا على نهج المؤسس في تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة. وفيما يلي نص أحاديثهن التي تم توثيقها في الطبعة الجديدة من كتاب المؤسس في عيون أبنائه وأحفاده، الذي صدر حديثاً: ظروف بالغة الصعوبة قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز (حفيدة المؤسس) عن حنكة وعبقرية الملك عبدالعزيز (.. إن من يتابع حياة الملك عبدالعزيز ويراجع تجاربه.. يرى أنها تمت في ظروف بالغة الصعوبة في الإمكانات المادية والبشرية.. مع اتكاله على الله في إنجازه لهذا الكيان الشامخ، بدءًا من مرحلة التوحيد وانتهاء بتأسيس الأنظمة المتطورة التي قدمت الخير والنماء للوطن. ووصفته سموها بالشخصية التاريخية القيادية الفذة التي يندر أن نجد لها مثيلاً في العصر الحديث.. مع تبوئه مكانة متميزة بين قادة العرب والمسلمين.. ونظرة الغرب إليه بصورة تحمل الإكبار والتقدير، منوهة بأنه لم ينل قائد مسلم في العصر الحديث ما ناله عبدالعزيز من البحث والدراسة. قواعد الأمن أرساها عبدالعزيز قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل بن عبدالعزيز رئيسة جمعية النهضة النسائية، في كلمة لها بمناسبة افتتاح سمو أمير منطقة الرياض معارض جمعية النهضة النسائية (لمئوية التأسيس) بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة، ألقاها نيابة عنها سمو الأمير خالد الفيصل: من منبر الخير نرحب بأهل الخير ونستعيد ذكرى عزيزة علينا، ذكرى مئوية التأسيس التي أرست قواعد الأمن والاستقرار وهيأت النهضة الحديثة والتنمية الشاملة في جميع مناحي الحياة في المملكة العربية السعودية، قادها ورعاها وأرسى دعائمها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- الذي كان له الفضل -بعد الله- فيما نحن فيه من خير وتقدم ورقي، رحم الله الملك عبدالعزيز رحمة الأبرار لقاء ما قدم وبذل وجاهد، ورحم الله أبناءه البررة الذين قادوا مسيرة الخير من بعده، ووفق الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لما فيه خير البلاد والعباد. أقام بناء الدولة على أساس الكتاب والسنة تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة موضي بنت منصور بن عبدالعزيز حفيدة جلالة الملك عبدالعزيز عن شخصية الملك عبدالعزيز قائلة إن للملك المؤسس الراحل -طيب الله ثراه- ملامح تميز شخصيته. فعلى المستوى النفسي فإن الملك عبدالعزيز ذو عزيمة قوية منذ صباه حتى كان إصراره على فتح الرياض وهو في شبابه، دون خوف من الأخطار، وفي هذا يقول الشاعر ابن عثيمين: عبدالعزيز الذي دانت لسطوته شوس الجبابر من عجم ومن عرب كان ذا طموح بعيد لا يتوقف عند حد، حتى أنه أتم بناء هذه الدولة التي ننعم اليوم في خيرها كما وضع جميع مقوماتها، وكان طموحًا عاليًا منه في أن يراها كما يحب قوة ورفعة. وكان صافي النفس، يحب الخير للجميع، عطوفًا، كثيرًا ما اهتزت نفسه لفقير.. ولقد كان من جراء ذلك كريمًا مغدق الكرم على الجميع. وعلى المستوى العائلي كان في بيته ومع أبنائه حسن العشرة، ودود المعاملة، مع أولاده وأحفاده.. يسأل عن الذي يغيب ولا يحضر الطعام يوميًا، يلتقي مع الجميع ما استطاع ذلك.. محبًا لأولاده جميعًا. حريصًا على تعليمهم حتى أنه أنشأ مدرسة الأمراء. وكان يزورها كثيرًا ويسأل عن مستوى الطلاب والدروس والمقررات وكان حريصًا على أن ينشئهم متمسكين بالدين الإسلامي والجد والعزم، شأن كل مسلم عربي. وعلى المستوى السياسي كان يحرك سياسته عقيدته الإسلامية ومواقفه من القضايا الإسلامية عامة، ومن قضية فلسطين خاصة، تؤكد تأثير الإسلام على سياسته الداخلية والخارجية. وفي الداخل أقام بناء الدولة على أساس من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح، واتخاذ الإسلام قانونًا للحكم والسياسة هو الأساس الذي قويت به هذه الأمة والحكم بالشريعة الإسلامية هو السمة التي تفخر بها أمتنا بين سائر الأمم. جمع شتات الناس تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز آل سعود عن جهود الملك عبدالعزيز في تأسيس هذا الكيان، وقالت: لم تكن نشأة هذه البلاد مجرد صدفة من مصادفات التاريخ بل كانت هذه النشأة من إحداث وتضحيات بالمال والنفس والولد، ملحمة تاريخية عظمى ومثالاً حيًا للإصرار على بناء كيان شامخ أول أهدافه أعظم شعارات الدنيا والآخرة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ثم توالت الأهداف التي لم تبتعد في نواياها عن هذه الكلمة، فجمع شتات الناس على كلمة التوحيد والعودة إلى نبع العقيدة الصافي والاتحاد في مواجهة الجهل والفقر والمرض، كانت تلك هي الأهداف التي تأسس لها هذا الكيان العظيم، ولأنها أهداف عظيمة مخلصة صادقة، كان لا بد من قائد ورجال عظماء ليصنعوا هذا الإنجاز ويحافظوا عليه ويواصلوا بناءه وبناء مجتمع يليق بهذه الأهداف النبيلة، وكان لزامًا أن يتشارك الجميع رجالاً ونساء وشيوخًا وشبابًا وأطفالاً، كل بما يستطيع لتحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي نشأ في حضور التاريخ وتجاوز أصعب مراحل التاريخ توترًا وخطورة، وعبر قادته بهذا الكيان أمواج الأحداث المتلاطمة إلى بر الأمن والأمان والعمل والإنجاز، وهاهم أبناء الملك عبدالعزيز وأحفاده ورجاله يواصلون مسيرة الخير والنماء. إنسان عبقري مبدع تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت عبدالله بن عبدالعزيز عن عبقرية الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مؤكدة أن ما حدث أشبه ما يكون بالمعجزة التي تحققت على يد إنسان عبقري مبدع. شهد له بالعبقرية والإبداع الأعداء قبل الأصدقاء، فكل حبة رمل في بلادنا تحكي قصة المعارك الطاحنة التي خاضها والانتصارات الرائعة التي حققها على قلة في العدد والعتاد، سلاحه إيمان عميق بالله وحب عظيم لهذا الوطن المعطاء. وحد الفرقة وبث السلام كتبت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز حفيدة المؤسس عن جدها قائلة: لقد جمع الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- برحابة صدره وحسن طبعه وسعة إدراكه القلوب فالتفت حوله وتكاتفت الأيدي لتتوج الجهود الجبارة ببناء وطن عظيم فخر لكل مواطن، لم تبخل عليه صحراؤه المعطاءة، فسخر الله خزائن أرضها وفجرها لخدمة هذا الوطن الذي أعزه الله تعالى بثراء العقيدة، وغنى الموارد، فاتخذ الملك عبدالعزيز من هذه الموارد وسيلة لرفعة أمته ونشر قيمها ومؤازرة العرب والمسلمين في كل مكان، ولقد تأسست الدولة السعودية الحديثة بسواعد بناءة وقلوب متفانية، فأصبحت تضاهي دولاً سبقتنا سنين طويلة. غاب ليل الفرقة والشتات وأشرق نهار الأمن والاستقرار، فماضينا مفخرة لنا ويجب ألا نجمد آمالنا والاكتفاء بما حققه سلفنا، فذلك بتر وتحجيم وركود للكفاح والمكتسبات التي أفنى أجدادنا حياتهم سعيًا لتحقيقها، بل علينا أخذ إنجازاتهم صحوة لطموح تواصل المسيرة العظيمة لموحد هذا الكيان الشامخ لنرتقي بوطننا ليلاقي توقعاتنا وطموحنا بتوالي الإنجازات، فالتوحيد بداية لطريق مفعم بالعمل الجاد والآمال الكبيرة، وصوت جامح يتربص لترديد صدى المستقبل، فالآمال والطموح نهر لا ينضب، يحضنا على تحقيق المزيد لتجسيد شغف آبائنا بحضارة عظيمة أساسها عقيدة قوية ومبادئ وقيم دينية وأخلاقية سامية. وحد أركان البلاد كتبت صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت سلطان بن عبدالعزيز حفيدة المؤسس قائلة: إن دخول الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الرياض كان إيذانًا ببدء ملحمته التاريخية المجيدة في توحيد أركان هذه البلاد المترامية الأطراف، التي قامت على أساس الشريعة الإسلامية السمحة وأحكامها، وإقامة العدل والمساواة... فها نحن نعيش ونرى حلم عبدالعزيز يتجسد أمامنا، بعد أن قيض الله لهذا الحلم أبناء عبدالعزيز وسواعد أبناء الوطن الذين ساروا على نهج المؤسس في تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة وإرساء دعائم الأمن والعدل والمساواة، والعمل قبل القول، فكانت هذه المملكة الوارفة المزدهرة. العفو عند المقدرة كان لصاحبة السمو الملكي الأميرة عتاب بنت سلطان بن عبدالعزيز رأيها في المؤسس، فقالت: إن ما يلفت الأنظار ويسترعي الانتباه في شخصية الملك عبدالعزيز إيمانه القوي بالله، ثم بوطنه وخدمة شعبه، يدعم ذلك شدة ولين قل أن يجتمعا في شخص واحد. وواصلت سموها حديثها قائلة: إن حياة الملك عبدالعزيز مليئة بالمواقف المؤثرة التي تستدعي كل منها التأمل والتدبر، ولعل أكثر ما يسترعي الانتباه ويلفت الأنظار في شخصيته إيمانه القوي بالله، ثم بوطنه وخدمة شعبه.. يدعم ذلك شدة ولين قل أن يجتمعا في شخص.. فشدته في غير عنف ولينه في غير ضعف، فيشتد في الحق حتى لا نتخيله يلين.. ويلين للضعيف والمظلوم حتى لا نظنه يشتد..! وأما عن إنجازاته فتقول سموها إنها كثيرة فلا تعد أو تحصى، إلا أن من أبرز إنجازاته: - (تأسيس المملكة وتوحيدها) في 1351ه - 1932م. - (توطين البادية والهجر) إذ قرن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عملية التوحيد بإقامة مراكز توطين للبدو، وإيجاد مجتمع مستقر لهم.. فنشأت على الصحراء دولة عظيمة لها مكانتها في العالم العربي والإسلامي ولها ثقلها في المجتمع الدولي، مما يدل ويشهد على عبقريته الفذة. عهد البناء والتأسيس صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم بنت سلطان بن عبدالعزيز حفيدة المؤسس، تحدثت عن جهود الملك عبدالعزيز في تأسيس هذا الوطن، وقالت: إن هذه المناسبة مناسبة غالية نؤكد فيها أن عظمة تاريخنا الحاضر من عظمة عهد البناء والتأسيس الذي أقامه الملك الوالد عبدالعزيز على أساس من شرع الله، وإنه علينا أن نتحلى بالوفاء للمؤسس بأن نسير على نهجه متمسكين بديننا وقيمنا الأصيلة، ولنعلم جميعًا أن عهد البناء والتأسيس لم يكن عهدًا سهلاً بل كان محاطًا بالمشاق والصعاب، لذلك فإن ما تحقق يجب أن نحافظ عليه ونكمل مشوار البناء على نفس النهج. كما عبرت سموها عن بالغ سعادتها بهذه الاحتفالية التي جسدت التلاحم، حيث جمعت أهل المناطق من مختلف أرجاء المملكة، ليشاركوا ويباركوا، فجاءت معبرة عن الحدث ومؤثرة في نفوس الجميع. آمن الناس في حاضرتهم وباديتهم تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة بنت عبدالرحمن بن عبدالعزيز معبرة عن عظيم اعتزازها وفخرها بالإنجاز التاريخي الذي حققه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مشيرة إلى أنه تحدى الظروف الصعبة آنذاك ووضع الأساس واللبنة الأولى لدولة عصرية حديثة. وعن رؤية الملك المؤسس للمرأة السعودية قالت: كان بنظرته الشاملة يراها مكملة للمجتمع ولبنة هامة في بناء صرح شامخ تتضافر فيه الجهود لبناء دولة حديثة المبنى عريقة المعنى، مشيرة إلى أن المرأة السعودية لها خصوصيتها المسلمة التي تميزها عن غير المسلمات والدين والعادات هما الأصل عندها وليسا الإضافة. ولقد وددت لو أنني رأيت وعاصرت والدي الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ولكن من نعم الله أن سمو سيدي الوالد منذ طفولتي يحدثنا عن شخصيته وبطولته ومآثره وإيثاره وحبه لشعبه وبذله وعطائه وصبره وتضحيته كأني رأيته وعاصرته فأنا مدينة لسمو سيدي الوالد بتحقيقه أمنيتي لرؤيته ومعاصرته فإن لم تره عيناي فقد رأيته بعين والدي -حفظه الله-. فصورة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- محفورة في قلبي وعقلي ووجداني، أبحر بسفينة مملكتنا إلى بر الأمان وقد اجتاز بهذه البلاد الكريمة حربين عالميتين وحروبا على صعيد المنطقة دون إدخالها فيها، وجنبنا الاستعمار في حين كانت المنطقة غائصة في أوحاله، وحد البلاد بعد تفكك وشتات فقد كان المثال الحي والعملي لوحدة العرب وأنفق الكثير من المدخول القليل، وأقر العيون بعد سهر طويل. آمن الناس في حاضرتهم وباديتهم بعد قلق طويل، فكان باختصار الفجر الأبلج الذي بدد ظلمة ليل قد طال. رجل مواقف ورجل حكمة صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت عبدالرحمن بن عبدالعزيز تحدثت عن القائد المؤسس فقالت: هذا القائد الوالد والد الجميع لم تره عيني إلا بالخيال الخصب الذي يبحث في ثنايا ذكريات أبي الحنون وقصصه لنا عن غزواته وروحاته وعطائه وحبه للجميع وإكرامه الضيف وإيواء المحتاج العاني، هذا القائد الذي يأبى أن يقال له ملك أو أمام كل ما يريد أن ينادى به يا عبدالعزيز له نظرة ثاقبة -رحمة الله عليه- لمركز بلاده ونقلها للمسلمين وللعرب عامة. وعن نظرة جلالته للمرأة قالت سموها: المرأة الأولى في حياة أي رجل أمه. والمرأة في حياة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- هي أمه سارة السديري. هذه الأم الفاضلة المربية التي غرست به وبإخوانه كل معاني التمسك بالعقيدة السمحة والعطاء جعلت منه رجل الموقف ورجل القبيلة وقائدها، أرسله والده إلى الصحراء ليتربى مع البدو على الفروسية والصبر والكرم وصعوبة المسالك، فجعلت منه قائدًا فذًا صبورًا جلدًا على الصعاب حتى أنه في إحدى غزواته كانت ترى أحشاؤه من إصابته فيربط عليها ثوبه ويتقدم للنزال. أما عن تعامله مع المرأة فقد خصص للمرأة مجلسًا يوميًا كما سمعت من والدتي وعماتي يعقد للنساء من زوجاته وبناته وحفيداته ليعطي كل واحدة فرصة لتذكر ما لديها من أخبار واحتياجات فيستمع إلى كل واحدة منهن ويحل مشكلاتهن ويمازح هذه ويلاطف تلك، بل إنه كان يؤتى إليه بالمولود الجديد ليسميه ويقرأ في أذنه ويدعو لأمه -رحمه الله- رغم مشاغله واهتماماته كحاكم لم ينس زوجاته وبناته بل أعطاهن حقهن ووقتهن اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- برعايته لأهل بيته. سياسي حكيم تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة هالة بنت مشاري بن عبدالعزيز - حفيدة المؤسس قائلة: عبدالعزيز لم يكن أسطورة.. ولكنه يجمع من خصال البشر الحميدة فهو شخصية محبوبة تأسر القلوب وشجاع تهابه الرجال في المعارك، وسياسي حكيم تقلد دوره الريادي في المنطقة في مدة وجيزة.. وفي لشعبه ووطنه، مؤمن قبل كل شيء بعقيدته ورسالته الإنسانية). جدي شخصية فذة أما صاحبة السمو الملكي الأميرة عبطا بنت مقرن بن عبدالعزيز آل سعود فتقول: عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.. شخصية فذة في قوتها.. حكيمة في قيادتها.. عطوف حنون في أبوته.. والكثير من الصفات التي يصعب على كحفيدة من أحفاده أن أتحدث عنها.. ولكن.. ما سمعته وقرأته عنه وما تلمسته من شواهد هي.. بمثابة القدوة التي على نهجها نسير.. وشهادة للزمن الذي نجني ثماره اليوم من الأسس التي وضع قواعدها وغرس غرسها لينطلق بهذا الكيان - الوطن - إلى الشموخ الذي باركه الله تعالى. فالواقع الذي نعيشه اليوم بدأ بتوحيد أطراف هذا البلد ليس بقوة السيف.. بل بالمحبة والدعوة للخير لتوحيد الكلمة.. وجمع الشمل.. وتشهد بشهادة واحدة هي شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).. وعلى عقيدة الإسلام ليكون لهذا الكيان وزنا وثقلا دينيا وسياسيا.. يتبارى بحكمة عبدالعزيز بين الأمم.. ولهذا نجد أن هذا الكيان السعودي الكبير ما بلغ مبلغه من شموخ ودوام إلا لأنه قام على حق وحكمة وليس على ارتجالية أو مرحلة وقتية. فلو وضعنا في مقياس الزمن ما صنعه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من إنجازات لتأسيس هذا الكيان فلن نوفيه حقه من الحديث والعرض.. ولن أوفيه -أنا أيضًا- حقه.. وقد يكون حديثي في ذلك مجروحًا بحكم صلة القرابة.. ولكن ما سطره الملك عبدالعزيز الفاتح القائد الملك في سجله التاريخي من إعجاز سياسي وحضاري هو لا شك بالنسبة لنا جميعًا كإخوان وأبناء وأحفاد ومواطنين وسام نحمله على صدورنا بكل فخر واعتزاز. والاحتفال المئوي اليوم هو بمثابة الراية التي نلوح بها لكل شعوب الأرض بأن عبدالعزيز هو الوطن والوطن هو عبدالعزيز. نشر الأمن ووحد القلوب تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة لميا بنت مقرن بن عبدالعزيز عن دور المؤسس في توحيد القلوب وقالت: إن الملك عبدالعزيز فارس جمع الشتات ووحد القلوب ونشر الأمن والاستقرار ووضع الأسس القوية للانطلاقة المتينة لنهضتنا الشاملة التي نعيشها اليوم. وأعربت سموها عن فخرها واعتزازها بالانتماء لوطن جعل الشريعة الإسلامية أساسًا للحكم. قائد فتوحات المملكة تحدثت صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت تركي بن ناصر بن عبدالعزيز عما يدور بخاطرها حول شخصية الملك عبدالعزيز، فقالت: كثيرة هي الصور التي تدور بخاطري عن شخصية القائد الرمز الملك عبدالعزيز - رحمة الله عليه- ومع تزاحم تلك الصور.. تظل دومًا صورته الرائعة كقائد لفتوحات المملكة نجح في تحقيق التوحيد بين كل تلك القبائل المتناحرة تحت لواء الدين الإسلامي.. وجعل من التوحيد بداية حقيقية للنهضة الحديثة والحضارة التي تنعم بها كل ربوع المملكة.. ومع عظمة تاريخ القائد وقوة عزيمة رجاله الأبطال.. تقع علينا نحن أبناء الجيل الجديد ويقع على الإعلام مسؤولية خطيرة.. لأجل تأصيل تلك الصفات. إن شخصية الملك عبدالعزيز شخصية عربية ثرية.. لا بد أن نتذكرها مع الصور الرائعة لتلك الخدمات الحضارية المقدمة لكل حاج ومعتمر في مكةالمكرمة والمدينة المنورة.. ولا بد للإعلام العربي من الاستفادة من تلك الرموز الرائعة لينسج منها أجمل ملامح للشخصية العربية الثرية.