ونحن نحتفل في هذا العام بذكرى اليوم الوطني الثالث والثمانين نسترجع سيرة الموحد العظيم الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - ونتذكر إنجازاته، ونستلهم العبر والدروس من مواقفه، وهو الذي أرسى أركان هذا البلد، وأكمل تأسيس هذا الكيان قبل ثلاثة وثمانين عاماً؛ لنصل إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - عهد الإنجازات التنموية، والتطوُّر الدائم، والنقلة التطويرية الكبرى، والنهضة الحضارية الشاملة التي تعم جميع أرجاء البلاد على جميع المستويات بجميع مرافقه، واتسمت بالتكامل والشمولية، واعتمدت على جانب إصلاحي وجانب تنموي، يشمل جميع مناحي الحياة؛ لتحقق آمال وتطلعات المواطنين، ولتضمن لهم حياة كريمة، ينعمون فيها بالرفاهية والسعادة، وتضمن للوطن الاستقرار والتطور. ومن أبرز اهتماماته - حفظه الله - التي لقيت متابعة وتفاعلاً: الحوار الوطني - حوار الأديان - التعليم والتقنية - حماية النزاهة ومكافحة الفساد - تدريب الكوادر السعودية - تفعيل دور المرأة السعودية في التنمية - مشروعات الحرمين والمشاعر. كما أنه - حفظه الله - ومن خلال ما يملكه من حنكة سياسية ومهارة قيادية جعل التخطيط للمستقبل من الأولويات؛ لتستمر بحمد الله مسيرة العطاء والبناء والتجديد والتحديث؛ لتشمل كل أوجه الحياة، ومن ذلك ما يشهده التعليم العالي من نقلة تطويرية كبيرة كماً وكيفاً، وما يُقدم للجامعات وطلابها وطالباتها من دعم؛ إذ يولي خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - التعليم بصفة عامة والتعليم العالي على وجه الخصوص الكثير من العناية والاهتمام. ومن هذا المنطلق شهدنا التوسع في افتتاح المزيد من الجامعات في العديد من مناطق ومحافظات المملكة إلى أن وصلت إلى ثلاثين جامعة ما بين حكومية وأهلية؛ لتصل نسبة الالتحاق بالتعليم الجامعي لهذا العام 1434ه/ 1453ه إلى نسبة 86 % من خريجي المرحلة الثانوية، إلى جانب تطوير الجامعات القائمة وتدعيمها بكل ما تحتاج إليه من كوادر بشرية، وإمكانيات تقنية، وتجهيزات تعليمية وفنية، ومشاريع لمدن جامعية متكاملة، إلى جانب برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يعد أكبر برنامج حكومي للابتعاث الخارجي في العالم، وهو الاستثمار الحقيقي للطاقات؛ ليفتح آفاقاً رحبة لخريجي الجامعات؛ كي يسهموا في بناء الوطن، وسوف تكون نتائجه عظيمة بعدسنوات عندما يعود هؤلاء الشباب إلى الوطن، وقد اكتملت البنية التحتية لعدد من الجامعات؛ لتكتمل صورة البيئة التعليمية المثالية التي تجتمع فيها الكوادر الوطنية المؤهلة تأهيلاً عالياً مع توافر المنشآت المتطورة والإمكانيات الحديثة؛ ليساهم الشباب في بناء هذا الوطن الذي يسير نحو التطور في مختلف مجالات الحياة، في ظل الرعاية الكريمة من القيادة الرشيدة. ونشاهد ونلمس من خلال جامعة المجمعة ما يُوفَّر من إمكانات، وما يُهيَّأ لها من ظروف؛ لكي تكمل الدور الذي أُنشئت من أجله، ومقدار الجهد المبذول؛ إذ حققت خلال الأعوام الأربعة الأولى من تأسيسها - بفضل هذا الدعم - إنجازات كبيرة وأعمالاً مشرفة، تدعو للفخر والاعتزاز؛ فقد اكتملت البنى التحتية من إنشاء الإدارات والعمادات، وإعادة تأهيل الكليات ومبانيها، وتطوير برامجها الدراسية ومناهجها التعليمية، وتوفير احتياجاتها من قاعات دراسية مجهزة بأحدث التجهيزات ومعامل بأعلى المواصفات، وخَلْق بيئة تعليمية متميزة، وإقرار برامج تطويرية لجميع مرافق الجامعة، واكتمال النظام المالي والإداري، وبرامج القبول والتسجيل، وافتتاح كليتي الطب وطب الأسنان، وكلية العلوم الإدارية والإنسانية بمحافظة رماح بقسميها البنين والبنات، وإنشاء معهد الأمير سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية, وتطبيق برنامج الاستقطاب، الذي يعتبر من البرامج التي تفخر الجامعة بإنجازها، مع تنظيم دورات تدريبية لمنسوبي الجامعة لتطوير القدرات وتنمية المهارات بشراكة تنفيذية مع أعرق الجامعات والمراكز العالمية, وتوقيع الجامعة عدداً من اتفاقيات التعاون مع بعض الجامعات العالمية والجهات المحلية, وحصول موقع الجامعة www.mu.edu.sa على المركز ال12 من بين الجامعات السعودية، كما حصلت الجامعة على المركز ال75 عربياً من أصل أكثر من 725 جامعة عربية، كما نال عددٌ من طلاب الجامعة ميداليات ذهبية وبرونزية في مؤتمر ومعرض جنيف الدولي الحادي والأربعين للمخترعين بسويسرا، وحققت ميزانية الجامعة في الأعوام الأربعة الماضية زيادات ملحوظة نتيجة العمل الكبير المبذول في الجامعة، وكان آخر تلك الزيادات ما حظيت به الجامعة من زيادة للعام المالي 1434 / 1435ه، التي بلغت 949.406.000 تسعمائة وتسعة وأربعين مليوناً وأربعمائة وستة آلاف ريال، بزيادة مقدارها (456.323.000) أربعمائة وستة وخمسون مليوناً وثلاثمائة وثلاثة وعشرون ألفاً. - مدير جامعة المجمعة