مع بداية كل عام دراسي جديد يكثر الحديث عن المدارس وتجهيزاتها والاستعداد لعام دراسي جديد يحط رحاله يستقصي خلاله أبناءنا وبناتنا الطلاب العلم النافع الذي يفيد مستقبلهم المجتمعي بإذن الله. فيتداول المجتمع بجميع أطيافه وشرائحه ماذا أعدت وزارة التربية والتعليم من استعدادت من جميع النواحي سواء كما ذكرت الترتيبات المدرسية في المدارس وتوزيع الكتب وتجهيز المدارس بما يتناسب مع مستوى تطلعات ولي الأمر قبل الطالب أو الطالبة. هل الفصول مهيئة بأفضل السبل والتجهيزات هل الكتب توزع من أول يوم دراسي هل المدارس اكتمل فيها المعلمون والمعلمات دون تأخير في إيجاد معلم لهذه المادة أو تلك. شد انتباهي حقيقة مقطع اطلعت عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً برنامج (الواتس اب) الشهير مقطع تم إرساله من قبل زميل صالح السلوم أبو باسل وهو من حثني للكتابة عن الموضوع، ذلك المقطع لمجموعة شباب يبدو لي من أعمارهم أنهم في المرحلة الثانوية وهم يهجمون، كالصقر من أعلى السماء على فريسة في الأرض، على أحد الفصول القريبة من فصلهم ويقتعلون المكيف الخاص بالفصل من على الحائط بكل شجاعة والضحكات والصرخات تعلو من شفاههم ليحملوا المكيف على ظهورهم إلى فصلهم واستبدال مكان المكيف المتعافي بمكيف فصلهم الذي يبدو لي أنه متهالك لا يعمل، وقد عثى عليه الزمن والدليل هو جراءتهم لاستبداله من الفصل الآخر لفصلهم. أتذكر ابنتي الصغيرة صبا وفي أول أسبوع دراسي في الصف الأول ابتدائي عندما كنت آخذها من المدرسة بسيارتي الخاصة مع أمها وعند خروجها من المدرسة محمرة الوجنتين لأسترسل بسؤال مفاده ما هذا يا صغيرتي لماذا وجهك كأنه مزخرف بمكياج أحمر الشفاه فترد بكل براءة (ما فيه مكيفات يا بابا والجو حار في الفصل) وأتذكر مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم ويتبادر إلى ذهني سؤال هل المشروع اهتم بجانب وترك جانب من جوانب التعليم اهتم بالعالم والمعرفة وطرق التدريس والطرق السليمة لتثقيف أبنائنا بعلم وتسليحهم بسلاح العلم وترك جانب لا يقل أهمية عن سابقه ألا وهو توفير البيئة المناسبة للتعليم سواء مدرسة أو جزء منها كفصل دراسي أو حتى مكان بيع الفطور الصباحي في المدرسة وهو ما يبدو لنا كمواطنين سعوديين أن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم اهتم بجانب وترك جانباً آخر. لو تركنا ميزانية مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وركزنعلى وزارة التربية والتعليم الجهة المعنية بتوفير كل ما من شأنه إيجاد بيئة مناسبة للتعليم، أين الميزانيات الضخمة التي رصدت للوزارة من أجل توفير تلك البيئة المنشودة والمتطلب الأساسي للتعليم متمثلة في مدرسة وبيئة صحية تساعد على التعليم وتقوّم ما يجب تقويمه في العملية التعليمية ولكن يبدو أن موضوع المباني المستأجرة الذي كان المجتمع يدندن حوله منذ زمن بعيد ووعد (بضم الواو وكسر العين) بإيجاد حلول مناسبة له قد اغتيل من الوريد إلى الوريد يظهر ذلك من خلال قلة صيانة المباني المدرسية الحكومية التي أصبحت متاحف إذا صح هذا اللقب أن يطلق عليها. تفتقر لأدنى خدمات الصيانة المفروضة بل الواجب توفيرها في بيئة المدرسة. [email protected] @BandrAalsenaidi إعلامي محاضر لغة إنجليزية الكلية التقنية الرياض