منذ العصور الأولى لحياة الإنسان ويحاول الأطباء والعلماء جاهدين اكتشاف أمراض هذا الجهاز، بدءاً من الأشعة السينية العادية والملوَّنة مروراً باستخدام الموجات الصوتية والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والنظائر المشعة إلى استخدام أحدث المناظير الضوئية والتي قد يستخدم معها التصوير بالموجات الصوتية أحياناً لفحص القناة الهضمية من أعلى أو من أسفل أو حتى القنوات المرارية. أضف إلى ذلك التحاليل المختلفة للبراز والدم واستخدام بعض المواد الكيميائية والغذائية للكشف عن أمراض هذا الجهاز، وأيضاً أخذ عينات من أجزائه لفحصها مجهرياً أو معملياً. للمناظير أنواع 1- مناظير الجهاز الهضمي العلوي: تقوم باستكشاف المريء والبلعوم والمعدة إلى الاثني عشر، ولا يلزم سوى الصيام عن الطعام لمدة 8 ساعات قبل عمل منظار الجهاز الهضمي العلوي. ومن الأسباب التي يقوم الطبيب من أجلها بعمل هذا المنظار، على سبيل المثال لا الحصر، الألم المزمن أو الحاد بأعلى البطن، حرقة المعدة والبلعوم، الشعور الدائم بالغثيان أو الاستفراغ الدموي، حيث يقوم الطبيب بالكشف على المناطق المذكورة لاستثناء الالتهابات، أماكن النزف، وجود زوائد لحمية داخلية، أورام لا سمح الله وغيرها. كذلك يستخدم هذا المنظار للعلاج، حيث يمكن من خلال النهاية الطرفية للمنظار والتي تحوي رؤوس أحدها لكاميرا والآخر يمكن من خلالهم إدخال أدوات خاصة مثلاً لإيقاف نزيف أو أخذ عينة أو إزالة الزوائد اللحمية الداخلية لإرسالها للفحص المجهري وغيرها من الوسائل العلاجية العديدة. كذلك لا ننسى إزالة الأجسام الغريبة العالقة. 2- منظار القنوات المرارية: وهو يعمل بنفس أسلوب المنظار الهضمي العلوي غير أن الجهاز المستخدم له خصائص ومميزات أوسع تمكن من تنظير القنوات المرارية، حيث إن من أهم أسباب عمله هو انسداد القنوات المرارية والذي يسبب ألماً وصفاراً، ولهذا يقوم الطبيب بعمل هذا المنظار لاستكشافها ومن ثم أيضاً علاج السبب، فلو كان الانسداد نتيجة لوجود حصوات يمكن إزالتها بهذا المنظار ولو كان نتيجة تضيق يمكن توسيع التضيق، وكذلك لو كان نتيجة لوجود ورم يمكن فتحه وتسليكه بشبكات خاصة. 3- مناظير الجهاز الهضمي السفلي: تقوم باستكشاف الأمعاء الغليظة كاملة ويلزم تجهيز المريض بنظام غذائي معين وصيام قبل عمل منظار الجهاز الهضمي السفلي، وكذلك شرب محلول الغسيل حتى يصبح لون البراز - أكرمكم الله - أصفر فاتحاً صافياً. ومن الأسباب التي يقوم الطبيب من أجلها بعمل هذا المنظار على سبيل المثال لا الحصر، الألم المزمن أو الحاد بأسفل البطن أو منتصفه وجوانبه، نزيف شرجي أو حتى خروج دم مع البراز، الإسهال أو الإمساك المزمن، حيث يقوم الطبيب بالكشف على المناطق المذكورة لاستثناء الالتهابات، أماكن النزف، وجود زوائد لحمية داخلية، أورام لا سمح الله وغيرها. تطور الوسائل العلاجية في الوقت نفسه تطورت الوسائل المستخدمة لعلاج أمراض هذا الجهاز وبالأخص باستعمال المناظير لأنها الوسيلة الأفضل للتعامل معه من حيث سهولة الوصول إلى جزء كبير من هذا الجهاز سواء من الفم أو من الشرج والمستقيم ثم القولون، ولحسن الحظ أنّ معظم أمراض الجهاز الهضمي تصيب الأجزاء التي يمكن الوصول إليها عن طريق هذه الأجهزة... وبالتالي يتمكن الأطباء من التعامل معها، على سبيل المثال استئصال الزوائد وإيقاف النزيف وتوسيع الضيق الناتج عن الأمراض المختلفة وتركيب الدعامات وإزالة الأورام المبكرة والحصوات من القناة المرارية، وأصبح بالتالي اللجوء إلى الجراحة يحدث فقط في حالات أقل. وأمكن تجنب الجراحة في كثير من هذه المواقف والتي غالباً ما يكون المريض في حالة لا تسمح بإجراء جراحة بدون متاعب. الكبسولة التنظيرية كما تطورت أجهزة فحص حركية وحامضية الجهاز الهضمي لتشخيص وعلاج الأمراض المختلفة لهذا الجهاز، مثل استخدام الكبسولة التنظيرية التي يبلعها المريض، ثم تقوم بتصوير الجهاز الهضمي من الداخل من الفم حتى الشرج. د. محمد صابر - وحدة الأمراض الباطنة والكبد - مركز النخبة الطبي الجراحي للتواصل مع كاتب المقالة: هاتف: 4616777 (011) تحويلة 1