زامن إصرار شركة الاتِّصالات السعوديَّة stc بشأن عدم تجديد عقد الرِّعاية الرسمية لأندية النصر والشباب والأهلي والاتحاد مع رفض شركة «زين» في الاستمرار في رعاية دوري المحترفين السعودي.. وهذا يمنحنا «مؤشرًا» أن بيئة الاستثمار الرياضي في السعوديَّة طاردة وغير جاذبة!! في ثقافة الاستثمار في كلِّ دول العالم العدو اللدود للرعاة هو: «ِAmbush Marketing»؟!. وهذا المصطلح في التسويق يعني الحصول على دعاية مجانية من دون دفع مبالغ ماليَّة التي دفعها الرعاة الرسميون. ليس هناك أيّ شكِّ أن «Ambush Marketing» هو وراء رفض شركتي stc وزين الاستمرار في الرِّعاية بالدوري السعودي في ظلِّ غياب الحماية للرعاة من شركات أخرى حصلت على دعاية مجانية في دورينا من دون أن تدفع أيّ ريال، مثل هذا الخلل قاد الراعي الجديد لإصدار لائحة المخالفات وتتَضمَّن الغرامات المقترحة لتطبيقها على الرابطة في حال عدم تنفيذ شروط الراعي الرسمي «شركة عبداللطيف جميل» ستكون أعلى غرامة تُطبّق بمبلغ 50 ألف ريال، بينما أقل غرامة ستكون بألفي ريال. من باب العدل «Ambush Marketing» ليس في الدوري السعودي فقط، بل هو ظاهرة عالميَّة في كلِّ المناسبات الرياضيَّة الكبيرة خصوصًا كأس العالم والأولمبياد لكن الفارق هناك من يعمل على إصدار قرارات صارمة تعاقب الشركات المتورطة، أما هنا رابطة دوري المحترفين السعودي لا حراك لحماية الرعاة... لا استبعد أن «شركة عبداللطيف جميل» سوف تفرض غرامات بالملايين على الرابطة إذا استمر الوضع كما هو عليه اليوم. شركات ذكية لا تفوّت أيّ مناسبة رياضيَّة عالميّة حتَّى تكون لها دعاية كبيرة من دون أن تدفع أيّ ريال للجهة المنظمة وتتعاقد بطريقة غير مباشرة مع لاعبين أو مدرِّبين لارتداء ملابسها أو استخدام منتجاتها هذا العدو «Ambush Marketing» يُهدِّد مستقبل الاستثمار الرياضي في كلِّ دول العالم ومما يؤكد خطره هذا التقرير الذي أعدَّته قناة الجزيرة على الرابط: https://www.youtube.comwatch?v=Z4YZU1-MaDA لكن السؤال: هل هناك شركات عالميَّة تخطط للحصول على رعاية مجانية من دوري عبداللطيف جميل من دون أن تدفع أيّ ريال لرابطة دوري المحترفين السعودي؟! لويس فويتون «Louis Vuitton» شركة الأزياء الفرنسية تعاقدت مع مدرِّب الهلال سامي الجابر لارتداء ملابسها ومنتجاتها في جميع المسابقات هذا الموسم ب250 ألف ريال ل38 مواجهة. بحسن نية سامي الجابر Ambush «أمبوش» الهلال من دون أن يستفيد النادي ولا ريال، فالماركة الفرنسية التي عمرها 159 عامًا تدرك هشاشة عقود الرِّعاية الرياضيَّة في السعوديَّة التي يسهل اختراقها وهذا ما حدث دعاية مجانية حصلت عليها «لويس فويتون» بين جماهير الهلال ومتابعي الدوري السعودي محليًّا وخليجيًّا وعربيًّا من دون أن تدفع الماركة الفرنسية أيّ ريال للهلال أو رابطة دوري المحترفين السعودي هنا يكمن ذكاء الشركة الفرنسية وتعلّمنا درسًا في ثقافة «Ambush Marketing»!!. البعض قد يقول: إنّه ليس جميع الجماهير في السعوديَّة رحبت بارتداء سامي الجابر لمنتجات أغلى ماركة تجاريَّة سعرًا بالعالم وهذا قد يضر سمعتها في السعوديَّة؟!. لا عليك فشركات بهذه الحجم تدرك أين مصلحتها وفي المفاهيم التسويقية هناك مفهوم دارج حول أنواع العملاء أن «العميل الراضي» يسوق لك عند شخص واحد و»العميل الساخط» يحاول أن يشوّه سمعة المنتج عند سبعة أشخاص ولك أن تقيس حجم الجدل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمعارضين والكاسب الأكبر «لويس فويتون». في ظاهر العقد أن الشركة الفرنسية وقعت مع سامي الجابر لشعبيته، لكن الحقيقة تختلف ألم يكن «سامي» يعيش بفرنسا على بعد خطوات من مقر الشركة الأم فلماذا لم توقع معه؟!. لا أشكّ في شعبية الجابر، لكن لن يكون بحجم شعبية الهلال والدوري السعودي، فالماركة العالميَّة «لويس فويتون» هذا ما تريده أن يرتبط عشاق الرياضة بالسعوديَّة بها، فمن يؤيد الهلال سوف يشتري منتجاتها ومن يعارض سيقوده فضوله للتجربة. سامي الجابر Ambush «أمبوش» الهلال بنكهة عالميَّة، فهل سيغضب الراعي الرسمي لناديه «موبايلي» من تطفل الماركة الفرنسية؟!. وهل شركة عبداللطيف جميل سوف تفعّل لائحة العقوبات المادِّية للخصم من عقد الرعاية؟!. وحتَّى لا يهرب كل الرعاة من دورينا يجب حمايتهم وحفظ حقوقهم ومعاقبة كل شركة تلجأ إلى «Ambush Marketing» لكسب دعاية مجانية وأرباح طائلة من دون أن تدعم رياضة الوطن. خارج النص: معالي مدير جامعة جازان يصدر قرارًا بتكليف الدكتور حسين بن حمد دغريري مساعدًا لوكيل جامعة جازان.. نبارك للصديق القريب من القلب ونسأل الله أن يوفقه.. دعواتكم.. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك. [email protected] مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri