حينما أسأل بعض مبدعينا عن تراجعه أو امتناعه عن النشر أو الكتابة فهناك من يقول إنه لم يعد يكتب ربما لأنه لم يعد يرى أن الشعر ذو جدوى، والشعر _ مع احترامي لرأيه _ لا تعد فيه المكاسب والخسائر ولا يخضع للعمليات الحسابية المبنية على مقدار المكاسب والخسائر، وبعضهم لا ينفي أنه يكتب ولكنه لا ينشر ما يكتبه خوفاً من ضياعه في زحمة ضجيج العادي والاستهلاكي والمنظوم من الشعر الذي لا يتجاوز كونه وزناً وقافية لا روح فيه وليس له طعم ولا رائحة. وأنا مع من يرى بالرأي الثاني إلى حد ما لأن المساحة المتاحة للشعر أو ما يسمى مجازاً بذلك فتحت المجال بلا حساب أو قيد، فقد اصبح من خطر على باله ان يعبر عن أي شيء ان يلجأ إلى ما يظنه شعراً ان وفق بمن يدله على مواطن الخلل في الوزن فيما يكتبه، والدليل أن هناك من أصبح يشار إليهم بالبنان وتهافت الجاهلون بالشعر على (خرابيطهم) وكأن المتنبي ولد من جديد والسبب في كل هذه المعمعة ترف أكاديميينا عن الخوض في النقد وتوجيه دفة الشعر يعبث بها من يعبث دون خوف من ناقد بارع منصف محب للشعر، وحتى ذلك الحين سيبقى الشعر في مهب الريح تتقاذفه يد الجهل وتنحسر أنهار الإبداع حتى يصل إلى التصحر والجفاف ويصبح أثراً بعد عين. [email protected] تويتر alimufadhi