من الطبيعي أن يكون لروحانية شهر الخير على نفس المسلم الذي ينتظر الشهر الكريم ليتزوّد من الخيرات ويتخفّف من الذنوب والخطايا، ويكثر من الذِّكر والتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار، والاستباق إلى كل ما يقربه إلى الله ويبعده عن مواطن السوء ومزالق الأهواء والشهوات. ومن يفته موسم مثل هذا الموسم فقد خسر خسارة فادحة لا تعوّض، فهي أيام معدودة يضاعف الله بكرمه وجوده حسنات المؤمن أضعافاً مضاعفة لا تتحقق في كل شهر من العام. وشهر رمضان المبارك بالإضافة إلى الأجر الكبير الذي يحصل عليه المسلم من صيامه الذي لا يعلم أحد مدى جزاؤه من الله عزّ وجلّ، فإنه يُعَد من الفرص الذهبية النادرة لفعل ما يقرِّب إلى الله طمعاً في رضاه وخوفاً من عقابه. وفي حالة الشعر في أيام رمضان، فإنّ النفس تتبع للحالة التي يعيشها المسلم شاعراً كان أم غير شاعر، ومن الطبيعي أن تتحرك الروحانية لدى الشاعر في مثل هذه الحالة من الإيمان وصفاء الروح، وقد كتب الكثير من الشعراء عن فضل الشهر وحبهم له وأيامه ولياليه العطرة، وكلٌّ تناول هذه الروحانية بطريقته الخاصة، ولكن هذا التوجُّه لم يَعُد واضحاً وكثيراً في السنوات الأخيرة. أعاننا الله على طاعته وبلّغنا صيام شهر الخير وأعاننا على صيامه وقيامه وبارك لنا فيه، وجعلنا فيه من المقبولين والعتقاء من النار وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنه سميع قريب مجيب. [email protected] تويتر alimufadhi