بعد غياب دام ثلاثة أشهر إثر عارض صحي عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بقوة ملحوظة، وذلك إثر اتخاذه إجراءات مهمة على مستوى النظام السياسي، وذلك بتدبير إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية (المديرية العامة للأمن والمعلومات) والتعديل الذي أجراه الأربعاء الماضي، وشمل 11 وزيراً في حكومة رئيس الوزراء عبد المالك سلال. ويأتي نشاط بوتفليقة هذه المرة على المستوى الإقليمي بعد أن قرر القيام بوساطة بين الفرقاء التونسيين. ففي أول نشاط خارجي له استقبل بوتفليقة زعيم الأغلبية البرلمانية الحاكمة الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، كما استقبل زعيم المعارضة قايد باجي السبسي رئيس حزب نداء تونس، إضافة إلى رئيس الاتحاد العام للشغل التونسي؛ وذلك في محاولة منه لحل أزمة الانسداد القائمة بين التياريين الإسلامي والعلماني في تونس، حسب وصف المعارضة التونسية. وقال مصدر دبلوماسي ل»الجزيرة» إن «الجزائر من خلال اتصالاتها المكثفة توصلت إلى إنضاج مبادرة للحلّ، أو على الأقل لمحاولة تقريب المواقف بين طرفَي الأزمة (الترويكا وفي طليعتها حركة النهضة وجبهة الإنقاذ وفي طليعتها حزب نداء تونس)». وأكد المصدر أن القيادة الجزائرية تملك علاقات متطورة مع مختلف الفرقاء في تونس؛ إذ لها أصدقاء في كامل الطيف السياسي التونسي، مشيداً بعلاقة الرئيس بكل من السبسي والغنوشي المتميزة برصيد كبير من الثقة والحميمية؛ ما يؤهله لأن يكون وسيطاً مقبولاً بين الطرفين.من جهتها نقلت جريدة الشروق التونسية ذاتها حرص الجزائر على تكثيف تعاونها مع تونس في الميدان الأمني، وذلك بالنظر إلى خبرتها طيلة السنوات الماضية في مواجهة الإرهاب. وفي هذا الصدد أكدت الصحيفة تعاون الجزائر مع تونس في مجال مكافحة الإرهاب بتدريب ضباط تونسيين، علاوة على تبادل المعلومات ودعم التعاون الثنائي في مقاومة هذه الآفة، التي يشكّل وفقها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تهديداً مباشراً لكلا البلدين وللمنطقة المغاربية.