هو مدافع يجيد تسجيل الأهداف، وهو اللاعب العنيف على أرض الملعب حتى مع أصدقائه، لكن طبيعته تخالف ذلك بعد نهاية اللقاء، فمدافع الاتحاد أسامة المولد الملقب ب«المدرعة»، يرفض وصف طريقة لعبه بالخشنة، إذ يصر على أن اللاعبين المحليين يتحايلون على الحكم في أكثر الكرات بحثاً عن الحصول على أخطاء، ما يحرج المنتخب السعودي في اللقاءات أمام خصومه من أصحاب البنى الجسمانية القوية. في حديثه إلى «الحياة»، يعترف المولد بأن غياب جدية المفاوض النصراوي كان السبب الرئيسي وراء رفضه الانتقال للنادي العاصمي، وبينما يؤكد اعتزازه بثناء رئيس نادي الهلال عليه، إلا أنه يوضح أن النادي الأزرق لم يفاوضه أبداً سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، الكثير يوضحه المدافع الاتحادي في هذا الحوار نترككم مع تفاصيله... خلال مراحل إصابتك، ترددت أنباء عن نية الإدارة الاتحادية الاستغناء عنك، ما مدى صحة تلك الأخبار؟ وكيف تعاملت معك الإدارة في تلك الفترة؟ - الأخبار لم تكن أكثر من اجتهادات صحافية، فهذه الأنباء غير صحيحة اطلاقاً، الادارة عاملتني بشكل مميز وتكفلت بعلاجي في أوروبا طوال تلك الفترة وما أعقبها من برامج تأهيل، وبشكل عام التعامل معي كان مميزاً جداً من جانب الإدارة. فاوضك النصر خلال مرحلة الاصابة، لكن تلك المفاوضات لم تسفر عن انتقالك، استمررت مع الاتحاد بعد تجديد عقدك، ما أسباب فشل المفاوضات؟ - لم أشعر بجدية المفاوض النصراوي، المفاوضات كانت أقرب للأحاديث الشفهية منها إلى الرغبة الحقيقية، في ظل ذلك فضلت البقاء والتجديد للاتحاد. اعتبرك رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد اللاعب الوحيد الذي يستحق الانتفال لناديه في حديث إعلامي سابق، على رغم ذلك لم تنتشر أخبار عن مفاوضات هلالية جدية، هل تم شيء من ذلك في الخفاء؟ - الأمير عبدالرحمن بن مساعد من الشخصيات الرياضية الواعية والمميزة، وما قاله عني شهادة أعتز بها، وتمثيل فريق بحجم الهلال هو شرف لي، لكن الهلال لم يفاوضني لا علناً ولا في الخفاء. هل يعني ذلك أن النصر هو النادي الوحيد الذي فاوضك خلال تلك المرحلة؟ - كانت هناك عروض، لكنها لم تتسم بالجدية، لذلك فضلت التجديد للاتحاد، خصوصاً أن إدارة النادي وفّرت لي ما طلبت ما يلغي حاجة الانتقال. أرجع محللون إصاباتك المتكررة إلى زياده وزنك، هل ترى أن ذلك صحيح؟ وهل تعمل على حل هذه المشكلة؟ - صحيح أعاني من زيادة الوزن، لكن لا أعتقد انها كانت السبب وراء الإصابات، في المرة الأخيرة كنت أعاني من إصابة في الركبة نتيجة لكثرة المشاركات، وبعد تشخيص الدكتور سالم الزهراني للإصابة طالبني بتطبيق برنامج طبي ورياضي معين أسهم ولله الحمد في زوال الاصابة وعودة مستواي تدريجياً، واليوم أعمل على تطبيق برنامج غذائي لانقاص وزني على رغم أن الزيادة البسيطة لا تعوقني عن ممارسة حياتي الرياضية بالشكل المطلوب، لكني أرغب في الوصول للوزن المثالي. سجلت أكثر من هدف حاسم في البطولة القارية أو المنافسات المحلية واستعان بك مدربون في خط الهجوم متى كان فريقك متأخراً في نتيجة المباراة، ألا ترى أن ذلك لا يدخل ضمن أدوارك كمدافع؟ - أولاً أحمد الله على ما سجلت من أهداف، والمدربون يفضلون أحياناً تواجدي في خطوط المقدمة بحكم أنني أجيد الضربات الهوائية، كما أن خط الهجوم ليس بغريب عليّ، إذ سبق أن شاركت كمهاجم في الفئات السنية في درجه الناشئين والشباب، وأجيد التحرك في المناطق الخلفية للخصم وفي نهاية الأمر امتلاك النزعة الهجومية ميزة تسجل لأي مدافع. إذاً هل سنراك يوماً مهاجماً مع بداية مباريات فريقك؟ - لا أعتقد، قد أساعد زملائي المهاجمين أثناء أحداث اللقاء وبناء على طلب المدرب، لكنني في الغالب سأحضر كمدافع مع بداية المباراة، على رغم أنني مدافع في الأساس إلا أنني أعشق اللعب في خط الهجوم. ترتبط بعلاقة مميزة بالكثير من لاعبي الأندية السعودية، على رغم ذلك كثيراً ما يشتكي لاعبو الفريق الخصم من خشونتك، ما الذي يتغير داخل الملعب؟ - ربما أستخدم القوة المفرطة في بعض الأحيان، لكنني غالباً ما أعتمد على طريقة اللعب الرجولي المسموح به، لكن بعض اللاعبين يبالغون في التمثيل أمام الحكم، وهي سلبية واضحة في الدوري السعودي، فاللاعبون يسقطون كثيراً خلال المباراة ويشوهون جمالية اللعبة بالتوقف المتكرر، وتتضح سلبية هذه الظاهرة في مباريات المنتخب السعودي أمام منتخبات يملك لاعبوها بنية جسمانية قوية، وتستمر حالات السقوط المتكرر دون أن يلتفت لها الحكام بحكم أنها طبيعية، على عكس ما يحدث في المنافسات المحلية التي يتوقف خلالها اللعب أكثر من مرة دون داعٍ. هل تعتقد أن الاتحاد اليوم مطالب بتغيير جلده، بالاستغناء عن بعض من لاعبيه الحاليين والاستعاضة عنهم بآخرين أصغر عمراً؟ - لا أرى أن اللاعبين في الاتحاد وصلوا السن التي يفترض عندها أن يتركوا كرة القدم، البعض وصل مرحلة النضج الكروي وهنا تكون فائدة اللاعب أكبر، لأنه وصل المرحلة التي بات يعرف من خلالها ما هو المطلوب منه داخل الملعب في الأوقات كافة، كما أننا وبهذا الفريق بلغنا نصف نهائي كأس آسيا، واليوم نخوض التصفيات الأولية لآسيا وخطفنا النقاط الثلاث الأولى، ما يعني أن لاعبي الفريق قادرون على العطاء، لكن تدعيم الفريق بلاعبين شباب أمر مهم خصوصاً أنه يمنحهم فرصة الاحتكاك بلاعبي الخبرة والاستفادة منهم. وفي رأيك لماذا تدنى مستوى الاتحاد هذا الموسم؟ - في كرة القدم تمر كل الفرق بمرحلة تدنٍ في المستوى، وهي ظاهرة طبيعية بحكم تغيير لاعبين ومدربين بعضهم يوفق في خدمة النادي والبعض الآخر يعجز عن ذلك، اضافة إلى أننا في الاتحاد تأثرنا بعد خسارة اللقب الآسيوي وما أعقبه من ظروف مررنا بها. قام الاتحاد بتغيير مدربين عدة هذا الموسم، فرحل ديمتري ومانويل جوزيه وكيك، في رأيك ما سبب فشل الأسماء الثلاثة إذا ما استثنينا المدرب الجديد راؤول كايندا؟ - تغيير المدربين قرار إداري، وأعتقد ان الكل يتحمل مسؤولية الاخفاق، كما ينسب النجاح للجميع، أرى أن ديمتري نجح مع الفريق إذ وصلنا معه للمرحلة ما قبل الأخيرة في دوري أبطال آسيا، لكن الحظ لم يحالفنا في تلك المرحلة وبعد خسارة اللقب، تأثرت نفسيات اللاعبين كما ذكرت لك سابقاً ما انعكس على مستوى الفريق دورياً. يجمع النقاد في السعودية تقريباً على قيمتك كأفضل لاعب في مركز قلب الدفاع على رغم أن الكرة السعودية تعاني من غياب المدافعين المميزين، من وجهة نظرك من هم أبرز المدافعين المحليين؟ - نملك مدافعين سعوديين مميزين لكني لا أريد تحديد اسماء خوفاً من أن أنسى أحداً، أما على صعيد الأسماء الشابة التي ينتظر أن يستفيد منها المنتخب مستقبلاً فأعتقد أن لاعب الاهلي محمد الفتيل وعبدالله حافظ المحترف في البرتغال ولاعبي الهلال عبدالله الدوسري ورضوان الموسى هم الأبرز. هل مازالت فرصة مشاركتك مع المنتخب قائمة على رغم أنك اليوم في ال28 من عمرك؟ - أتمنى بالطبع المشاركة مع المنتخب، وواثق في قدرتي على العطاء وأعتقد أنني بلغت سن النضوج، وهنا تكون الفائدة من اللاعب أكبر نظير ما يتمتع به من خبرة تخدم العناصر الأصغر عمراً التي يلعب إلى جوارها. برز المهاجم عبدالملك زيايه مع الاتحاد، لماذا استغنى الفريق عنه؟ - هو قرار إداري لا أود التحدث عنه، لكن عبدالملك لاعب ممتاز واستفاد منه الفريق في السابق، وكنت أتمنى استمراره مع الفريق لكن هذا القرار ليس بيدي. علاقة لاعبي الاتحاد بالجماهير معروفة لدى الجميع فهم يشكلون مصدر قوة واضحة لكم داخل الملعب، كيف كان شعوركم وأنتم تلعبون المباراة الأولى في البطولة الآسيوية أمام بختاكور الأوزبكي، في غياب الجماهير بقرار انضباطي؟ - كان شعوراً محزناً لنا كلاعبين، فنحن نستمتع بحضور جماهيرنا الوفية التي تقف دائماً معنا، وأتمنى ألا تتكرر غلطة الجماهير لأننا نحتاج هتافاتهم معنا في كل مباراة ووجودهم يزيد من حماسنا واصرارنا على تحقيق النتائج الايجابية خصوصاً في هذه المرحلة. بعد كل هذه الأعوام مع الاتحاد ألا تملك الرغبة في التغيير وتمثيل فريق آخر؟ - أتمنى أن أحصل على فرصة الاحتراف الخارجي، إن لم يحدث ذلك فالبقاء مع الاتحاد هو خياري الدائم. في رأيك هل يحتاج الاتحاد فترة طويلة قبل أن يعود إلى سابق عهده؟ - الاتحاد فريق كبير وسينجح قريباً في استعادة مستوياته المعهودة واليوم نسير على الطريق الصحيح، وفي رأيي أن عودة الفريق للمستوى الذي عرف عنه وتحقيق الألقاب والانتصارات ستكون قريبة.