صرح مسؤولون أمس الاثنين بأن زعماء باكستان ناقشوا إستراتيجية جديدة لمواجهة التشدد قبل الانسحاب المقرّر للقوات الدولية من أفغانستان. والتقى رؤساء الأحزاب السياسية ووكالات المخابرات والقوات المسلحة في العاصمة إسلام آباد لدراسة آفاق فتح محادثات سلام مع المسلحين في الداخل. ويمكن أن تثير هذه الخطوة غضب الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى التي تقاتل متمردي القاعدة وطالبان في أفغانستان المجاورة. وقالت واشنطن إن اتفاقيات السلام في الماضي شجعت الجماعات المسلحة التي استخدمت «الملاذات الآمنة» في باكستان لمهاجمة القوات الدولية في أفغانستان. ونفت إسلام أباد هذه المزاعم. وقال وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار علي خان إن الاجتماع من المتوقع أن يوافق على أول سياسة باكستانية لمكافحة الإرهاب، بعد حوالي 10 أعوام من مشاركة إسلام آباد في الحملة العالمية ضد الإرهاب. وترأس رئيس الوزراء نواز شريف الاجتماع، حيث سعى لنيل دعم أحزاب المعارضة لخطته للتعامل مع الجماعات المتمردة. وعرض شريف أن يتحدث مع المسلحين الشهر الماضي أثناء خطابه الأول للأمة بعدما تولى منصبه في حزيران - يونيو الماضي. وقال «أدعو للحوار كل هذه العناصر، التي تتبع طريق التطرف للأسف». ولكن رئيس الوزراء قال إن إدارته ستستخدم «خيارات أخرى» إذا لم يرد المسلحون على العرض بإيجابية. وفي سياق التمرد لقي خمسة من عناصر لجنة سلام قبلية موالية للحكومة مصرعهم وتم اختطاف أكثر من عشرة في هجوم شنه مسلحون أمس الاثنين على مركز للجنة في مقاطعة خيبر القبلية شمال غرب باكستان. وأوضحت مصادر حكومية أن العشرات من المسلحين شنوا هجومًا بالأسلحة الثقيلة والرشاشة على مركز للجنة سلام قبلية في بلدة بارا بمقاطعة خيبر, مما أدى إلى مقتل خمسة من عناصر اللجنة. وأضافت أن المسلحين اختطفوا أكثر من عشرة من عناصر لجنة السلام وساقوهم إلى مكان مجهول، مشيرة إلى أن قوات الأمن شنت حملة تمشيط في المنطقة للبحث عنهم. يذكر أن الحكومة الباكستانية شكلت لجان سلام في المناطق التي تم تطهيرها من نفوذ المسلحين في الحزام القبلي المحاذي لأفغانستان ضمت عناصر من رجال القبائل المحلية لحفظ الأمن في تلك المناطق. من جهة أخرى أفادت مصادر أمنية أن ثلاثة من رجال الشرطة قُتلوا في هجوم شنه مسلحون مجهولون أمس على نقطة أمنية في منطقة كشمور بإقليم السند جنوبي باكستان.