واشنطن - أ ف ب، يو بي آي، رويترز - نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين اميركيين قولهم إن «العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد تأثرت جدّياً بمقتل 24 جندياً باكستانياً خلال غارة جوية شنتها مروحيات تابعة للحلف الأطلسي (ناتو) على الحدود مع أفغانستان الشهر الماضي». وأشاروا إلى أن تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب «لن يستمر إلا في شكل محدود، ما سيؤثر سلباً على قدرة شن هجمات على المتمردين في باكستان، وإرسال إمدادات إلى أفغانستان». وأظهر تحقيق مشترك للأميركيين والحلف الأطلسي أن الغارة الدموية نتجت من سلسلة أخطاء وسوء اتصال من جانب الحلف والجيش الباكستاني معاً، فيما امتنعت باكستان عن كشف نتائج تحقيقها. وأوردت «نيويورك تايمز» أن «الولاياتالمتحدة ستقلص عدد الضربات التي تنفذها طائرات من دون طيار وعدد عناصر الاستخبارات والجنود على الأرض، كما ستُنفق اكثر لإرسال تموين عبر باكستان إلى قوات التحالف الدولي في أفغانستان». ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن «واشنطن طوت صفحة ما بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001، فيما أبلغتها إسلام آباد أنها ستعيد تقويم العلاقات بالكامل». ميدانياً، قتل 15 مسلحاً في عملية أمنية نفذت على ثلاثة مخابئ لهم في بلدات مختلفة من منطقتي أوركزاي وكرام القبليتين، حيث قضى اكثر من 200 مسلح خلال العمليات الأمنية المستمرة. وفي بلدة شاه منصور بإقليم خيبر بختنخوا القبلي (شمال غرب) باكستان فجّر مجهولون اليوم الإثنين أنبوب غاز في منطقة شاه منصور بمقاطعة سوابي في إقليم خيبر بختنخوا (شمال غرب). وأغلقت قوات الأمن مكان التفجير الذي احدث اضطراباً في توزيع الغاز، وعثرت على قنبلتين إضافيتين في المكان وفككتهما، فيما باشرت عملية البحث عن المنفذين. إلى ذلك، حشد لاعب الكريكيت الباكستاني السابق عمران خان الذي يرأس «الحركة الوطنية من أجل العدالة» (تحريك إنصاف)، مئة ألف شخص على الأقل في شوارع كراتشي لتنظيم تظاهرة ضخمة بهدف زيادة الضغوط على الحكومة، وتعزيز موقفه كقوة سياسية. وتعتبر هذه التظاهرة إحدى الأكبر في كراتشي خلال السنوات القليلة الماضية، علماً أن خان (59 سنة) يستغل موجة من السخط على حكومة الرئيس آصف علي زرداري، زعيم «حزب الشعب» الحاكم والذي يواجه تحديات من الجيش والمحكمة العليا وخصومه السياسيين بعد سنة من الأزمات المتتالية. وتعهد خان في خطابه الحماسي الحد من الفساد المتفشي في البلاد في حال انتخابه رئيساً للبلاد، وقال: «أعدّ بأن انهي الفساد الضخم خلال 90 يوماً». وتأتي التظاهرة الحاشدة لخان في وقت تشهد باكستان أزمة سياسية متفاقمة بين القادة المدنيين والعسكريين، بسبب مذكرة اتهمت الجيش بالتآمر لتنفيذ انقلاب بعد غارة شنتها الولاياتالمتحدة لقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن مطلع أيار (مايو) الماضي.