نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- افتتح وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أمس المؤتمر السعودي الدولي الأول لإدارة الأزمات والكوارث الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال الفترة من 2-3 من ذي القعدة 1434ه وذلك بقاعة الشيخ عبد العزيز التويجري بمبنى المؤتمرات بالجامعة. وأعرب معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل عن شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – على رعايته المؤتمر، وقال في كلمته خلال حفل الافتتاح إن هذا المؤتمر يأتي في زمن الأزمات والكوارث والقضايا والفتن التي تموج موجًا والتي لا بد أن يقف العقلاء ليعطوا كل رأي يشارك في حلها وإبعاد البشرية عن دائها سواء كان ذلك ماديًا أو معنويًا أو فكريًا أو سلوكيًا، إن واجبنا أعمق وعملنا يجب أن يكون أدق وأكثر فعالية من خلال وحدات الجامعة ومعاهدها ومراكزها التي تودي دورًا رياديًا في كافة المجالات، كما أن عقد المؤتمر يأتي في زمن أحوج ما يكون فيه إلى التعرف إلى كل الطرق والوسائل الفنية والمهنية والعلمية والبحثية التي من خلاله يتخذ القرار الصائب في إدارة هذه الأزمة أو الكوارث في رؤية لا يشوبها اجتهاد فردي أو عمل ناقض قد يكون سبباً في تفاعل الأحداث وريادتها ونموها, وسعت الجامعة ومن خلال اللجان العاملة في المؤتمر إلى استقطاب الأدوات التي يمكن من خلالها إنجاحه والوصول به إلى توصيات ونتائج إيجابية، وتحقق المصلحة فيما عقد من أجله, ومن هنا استقطبت الكفاءات من الداخل والخارج وعقد الاجتماعات واختيرت والشخصيات لها أثر كبير في معاجلة لما وقع أو جدث في بلادها, مما يجلعنا نتفاءل كثيرا في سبيل الوصول إلى أهم النتائج التي تستفيد منها المؤسسات على مختلف مستوياتها. وأشار معالي مدير الجامعة إلى أن الله عز وجل خلق الخلق والكون وقدر ما يقع فيها من خير وشر وأزمات وكوارث، والمتأمل في مبادئ الدين الحنيف وأحكامه السمحة يرى أن الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أسس لذلك ووضع الأصول والقواعد والمبادئ الخاصة به من حيث وقوع تلك الأزمات والحوادث والكوارث وكيفية معالجتها وإدارتها والتعامل معها. فيما ثمن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عميد المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجريوي في كلمته على جهود الجامعة بإقامة هذا المؤتمر منطلقة من وعيها وتلامسا مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- بالحرص على الحفاظ على الوطن والمواطنين والشعور بالمسئولية الوطنية تجاه كل المخاطر التي تواجه المجتمع. وأضاف هذا المؤتمر يأتي تحت رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين ويشارك فيه نخبة متميزة من الكفاءات والخبرات الوطنية والإقليمية والدولية المتخصصة في مجال إدارة الأزمات والكوارث, والذين قدموا بحوثا وأوراقا علمية عديدة, مستهدفين إلى إبراز الجوانب المهمة في مجال الأزمات والكوارث والأساليب الفعالية الوقاية منها, والحد من أثارها ومخاطرها, مبيناً على إقامة معرض مصاحب على هامش هذا المؤتمر يشارك فيه العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة, بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مجال إدارة الأزمات والكوارث والمستمرة إلى نهاية هذا الأسبوع. وبين الدكتور الجريوي أن مؤتمر الأزمات والكوارث تنظمه الجامعة ممثلة بعمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر يأتي في إطار دوره المهم لخدمة الوطن والمجتمع وشعورها بالمسئولية الوطنية واستلهاما من الرسالة الدينية والإنسانية النابعة من قلب المملكة العربية السعودية, وحرصها الدائم على الحفاظ على الوطن والمواطن. وتأمل الدكتور الجريوي على تحقق رسالة هذا المؤتمر وأثماره بالمطروحات والتوصيات الهادفة بالمؤتمر لها لخدمة الدين والوطن والأمة والإنسانية جمعاء. من جانبه، أكد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عميد كلية العلوم بالجامعة الدكتور محمد بن محسن بابطين في كلمته أن الأزمات والكوارث تهدد أمن الإنسان واستقراره، وتولد ظروفاً قاسية وحاجات ضرورية، تتطلب تعاونا و تظافرا في الجهود، وحكمة في الإدارة ومهارة عالية في التعامل معها، وكفاية في البنى التحتية والتنظيمية، وأشار إلى أنه تتعاظم أخطار الأزمات والكوارث، بحسب حجمها، و ما تخلفه من آثار. وأضاف يشهد عصرنا ارتفاعاً في وتيرها، واتساعاً في مجالها بحيث شملت البر والبحر والجو؛ سواء أكانت هذه الأزمات والكوارث كونية، أم نتيجة ما صنعته يد الإنسان، فقد أسهم التقدم الصناعي في وقوع كوارث وأزمات لم يسبق لها مثيل من قبل، مما استدعى الاهتمام بمعالجتها على أسس علمية ؛ للتوصل إلى إدارة فاعلة وقادرة على التعامل السريع والسليم مع الأزمات والكوارث؛ قبل وقوعها، وحين وقوعها، وبعد وقوعها، والحد من آثارها، ونتيجة لذلك ظهر (علم إدارة الأزمات والكوارث) وأصبح من العلوم المهمة وأولته الدول مايستحقه من عناية في النظرية والتطبيق؛ من حيث التنبؤ، والتخطيط والوقاية، والعلاج، وابتكار الوسائل والأساليب المناسبة التي ترتقي بفاعليتة في التعامل مع الأزمات و الكوارث، وعُقد العديد من المؤتمرات والندوات والورش وشٌجع إجراء الدراسات فيما يخدم هذا المجال وعُمل على تخصيص البرامج الدراسية و إنشاء المراكز التدريبية لإعداد الكفاءات البشرية المتمرسة بالأداء الناجح والسريع عند وقوع الأزمات والكوارث. وأشار الدكتور بابطين إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حرصت على تقديم إسهام فاعل، يحقق الاستفادة من الخبرات الوطنية والإقليمية والدولية في مجال إدارة الأزمات والكوارث، ويكشف عن المستجدات فيه، ونوه إلى أن الجامعة سعت لعقد هذا المؤتمر تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - في التنبؤ والتخطيط والتدريب، والوقاية، وبيان دور المشاركة المجتمعية، ومؤسسات الدولة والتعرف على التجارب والشراكات، وما يستفاد منها من دروس تسهم في تطوير إدارة الأزمات والكوارث. ونوه رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أن عدد المشاركات العلمية بلغ أكثر من 100 ورقة علمية تم تحكيمها من قبل اللجنة العلمية وتم قبول أكثر من 60 ورقة تمثل إنتاجا علمياً لأربع عشرة دولة مشاركة في المؤتمر، تندرج تحت خمسة محاور رئيسة.