كشفت وزارة الشؤون البلدية والقروية عن تنفيذ عدد كبير من مشاريع الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة منذ بداية العام الجاري 1434ه شملت تقديم الدعم لأمانات محافظة جدة والعاصمة المقدسة ومنطقة جازان لتنفيذ مشاريع المكافحة المتخصصة للبعوض الناقل لمرض حمى الضنك وغيرها من آفات الصحة العامة. وأوضحت الوزارة أن برنامج مكافحة البعوض الناقل لفيروس حمى الضنك هذا العام يجري عبر محورين أساسيين الأول يعنى بالاستكشاف الحشري لمعرفة أماكن توالد البعوض ومكافحة لأطوار البعوض اليرقي والبالغ ومن ثم وضع خطط المكافحة الملائمة في هذه الأماكن التي تشمل المستنقعات والمباني تحت الإنشاء والحدائق والمشاتل ومجاري السيول وغيرها، والثاني تسخير كافة الإمكانات لمكافحة آفات الصحة العامة الناقلة للأمراض وفق منهج علمي وبالاستفادة من الخبرات الدولية المتقدمة في هذا المجال. وأكدت الوزارة في تقرير عن أعمال مكافحة آفات الصحة العامة هذا العام أن المنهج الحديث الذي اتخذته بتطبيق قواعد الإدارة المتكاملة للآفات «ipm» واستخدام جميع طرق المكافحة في آن واحد أسهم بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في تقليص مواقع توالد البعوض والذباب ويقيه آفات الصحة العامة مما أدى لمنع انتشار الأمراض في مناطق المملكة والتي منها حمى الضنك في ظل التنسيق المستمر بين البلديات والصحة والزراعة والمياه والكهرباء والمالية والتوسع في استخدام طرق المكافحة الصديقة للبيئة التي تشمل المكافحة الهندسية والحيوية والجينية للتقليل من استخدام المبيدات الكيميائية حفاظاً على الصحة العامة وحماية البيئة من التلوث، فضلاً عن خفض احتمالات تحول الفيروس المسبب لمرض حمى الضنك ومن ثم صعوبة مكافحة نواقله، بالإضافة إلى توفير كافة الاحتياجات اللازمة لأعمال المكافحة من الكوادر الفنية المتخصصة والمبيدات المناسبة وأجهزة الرش والمصائد وسيارات التجهيزات. وأشارت الوزارة إلى أهمية تضافر كافة الجهود في توعية المواطنين بكيفية مكافحة البعوض الناقل لمرض حمى الضنك، واتباع الإجراءات الوقائية التي تمنع الإصابة به مؤكدةً على استمرارية أعمال المتابعة لأماكن توالد البعوض في المستنقعات والتجمعات المائية الناجمة عن الأمطار وتنفيذ خطط المكافحة المناسبة لكل موقع سواء عن طريق الردم أو الشفط أو الرش بالمبيدات المناسبة. وعرضت الوزارة نماذج من جهودها في مجال رصد ومكافحة آفات الصحة العامة منذ بداية العام الجاري، منها طرح عدد من المشاريع لرصد وتصنيف آفات الصحة العامة في مناطق (نجران وجازان وعسير والباحة)كمرحلة أولى والتي انتهى العمل بها فعلياً، وكذلك مناطق (مكةالمكرمة وتبوك والمدينة المنورة)كمرحلة ثانية وفي مراحل التنفيذ على أن يتم طرح مشاريع مماثلة في بقية المناطق خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ برنامج إلكتروني متطور بموقع الوزارة على شبكة الإنترنت لتلقي التقارير الدورية من الأمانات والبلديات حول رصد وتصنيف آفات الصحة العامة أولاً بأول لمتابعة كثافة الآفات في جميع المناطق وما قد يطرأ عليها من تغيير والتأكد من بقائها في الحد الأدنى وعدم نقلها للأمراض وذلك بإشراف مباشر من عدد من اللجان التنفيذية وخاصة التي بها انتشار لمرض حمى الضنك والتي تم تشكيلها على مستوى المناطق لمتابعة أعمال مكافحة آفات الصحة العامة ونواقل الأمراض والتأكد من سير العمل فيها بالصورة المطلوبة، إلى جانب اعتماد عدد من المعايير والمؤشرات لقياس أداء أعمال المكافحة بالأمانات والبلديات، وتقديم المشورة الفنية في اختيار وتأمين المبيدات ووسائل المكافحة الأخرى على ضوء ما يرد من تقارير الهيئات العلمية الدولية المتخصصة في مجال الصحة العامة ومكافحة الآفات. ولفتت وزارة الشؤون البلدية والقروية أن توجهاتها الحالية في مجال مكافحة آفات الصحة العامة تشمل استكمال فصل إدارات وأعمال المكافحة عن إدارات وأعمال النظافة في جميع الأمانات والبلديات، ومراعاة أن تتناسب برامج الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة مع ظروف كل منطقة وخصائصها المناخية والجغرافية والبيئية، والانتهاء من الدراسات الخاصة بأعمال الرصد والتصنيف لآفات الصحة العامة في جميع مناطق المملكة، سعياً لرسم خريطة بيئية لها لتوجيه أعمال الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة الوجهة الصحيحة وتشجيع الأمانات والبلديات على تبني طرق المكافحة الصديقة للبيئة وتقليل استخدام المبيدات قدر الإمكان حفاظاً على الصحة العامة ومنعاً لتلوث البيئة. وحول الخطط المستقبلية لوزارة الشؤون البلدية والقروية في مجال الصحة العامة ومكافحة الآفات، أشار التقرير إلى تبني الوزارة إستراتيجية متكاملة لمكافحة آفات الصحة العامة سوف تكون مرجعاً للأمانات والبلديات في تنفيذ أعمال المكافحة بمنهجية علمية بمشيئة الله، وإقرار عدد من الشروط والمواصفات الموحدة لمشاريع الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة في جميع مناطق المملكة.