لم تكن الكلمة الضافية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حول الأحداث في مصر الشقيقة مستغربة، فالكل يعرف خادم الحرمين الشريفين مهتما بقضايا العرب والمسلمين فهو يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويشاركهم آلامهم، ويقدم الرأي والمشورة في حل المشكلات انطلاقا من مكانته الكبيرة قائدا لبلاد الحرمين قبلة العرب والمسلمين في كل مكان. فقد جاءت هذه الكلمة معبرة عن رغبة الشارع المصري الكبير، وحاسة بهمومه، ولم تمض دقائق على بثها حتى أتى الشكر والتأييد من الأشقاء في مصر والكثير من الدول العربية والإسلامية والصديقة. ومن أجل هذا تلمس الصدق والمحبة والخوف على مصر الشقيقة في خطابه التاريخي الذي حذر مصر من الانجراف الى العنف، ودعاهم إلى لغة الحكمة والعقل وأن يبتعدوا عن التطرف والتشدد وأن يتفرغوا لبناء وطنهم العظيم مصر. وموقف خادم الحرمين من مصر ليس موقفاً جديداً، بل المتأمل في التاريخ يجد أن السعودية ترى مصر هي عمقها الاستراتيجي وشقيقتها في السراء والضراء. فمنذ أيام الملك المؤسس طيب الله ثراه وحتى هذا اليوم ومصر والسعودية شقيقتان تحملان هم العرب والمسلمين وعلى رأس ذلك القضية الفلسطينية. والكل في هذا الوطن الكريم يقول لأبي متعب - حفظه الله - سر ونحن وراءك ومعك في الاهتمام بقضايا العرب والمسلمين ونحن شعبك الذي عرفك فأحبك وعرف فيك صدق اللهجة والغيرة على قضايانا والاهتمام بهمومنا. حفظ الله وطننا العظيم المملكة العربية السعودية وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن والمصائب. وكلنا بقلب واحد ندعو بسلامة مليكنا المحبوب، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز والأسرة المالكة الكريمة وسائر أبناء هذا الوطن المعطاء.