ليس بالأمر المستساغ أن تستعين الدول العربية بالقوى الغربية لقصف وحرب بلد عربي, تستعين الدول منفردة أو الجامعة العربية الأمر سيان لأن الحاكم العربي يعتقد أن الدولة ومن عليها من أملاكه الخاصة. كانت البداية مع صدام حسين عندما اجتاح الكويت عام 90م وضرب شريحة من شعبة بالكيماوي, وهو الذي يهدد إسرائيل بتدمير نصفها، كذلك القذافي كان يهدد إسرائيل وعندما تحرك شعبه أباده بالأسلحة الفتاكة: الطائرات والقاذفات والصواريخ. والآن بشار الأسد لم يترك سلاحا أو وسيلة عسكرية إلا طبقها ونفذها على شعبه قصف بالطائرات وأسقط البراميل المتفجرة، والصواريخ شديدة الانفجارات والقتل الجماعي والوحشي والتهجير والألغام حتى الغاز المحرم دوليا والسلاح الكيماوي استخدمه على نطاق واسع. فهل هؤلاء حكام أم مجرمين يقتلون شعوبهم ويطالبون الآخرين أن لا يتدخلوا وكأن هذه الشعوب نوعا من البهائم لا حقوق لها فهو الحاكم والمتصرف بأمره. نشعر بنوع من الألم والحزن أن تستنجد الدول العربية بالقوى العظمى لضرب دولة عربية وتطلب من الغرب وأمريكا أن يتدخلوا في بغداد وطرابلس ودمشق لأن هذا النوع من الحكام مازالوا يعتقدون أنهم يعيشون في أزمنة العصور الوسطى والقديمة حين لم يكن هناك حدود بين الدول ولا أمم متحدة ولا جمعيات حقوقية ولا نشطاء ولا تكتلات سياسية. الأمة العربية ابتليت بقيادات كانت تحقد على العرب إما لأسباب عقائدية أو مذهبية ضيقة أو قبلية أو عنصرية وشعوبية, وتصرفات بشار الأسد تنم أن هناك أحقادا عنصرية وشعوبية وعقائدية ومذهبية لأن الثورة لم تكن على بشارة وحده حدثت في تونس ومصر واليمن وتغيرت الأنظمة دون مذابح وتشريد شعب. هذه الدروس يجب أن يعيها العرب ويحفظونها جيدا بأن لا تسمح بالدكتاتورية والحكم الشمولي الذي يستبيح شعبه ويسوقهم مثل القطيع إلى المذابح.