من نعم الله علينا في هذا العصر تقدم العلوم ولا سيما العلوم التقنية بجميع أشكالها ولا سيما الأقمار الاصطناعية التي خدمت الإعلام الفضائي وساعدت في انتشاره، واستطاع الكثير من المؤسسات والهيئات ورجال الأعمال من استثماره في معطيات تخدم الأمة؛ فقناة الشيخ محمد بن عثيمين الإسلامية تعتير من القنوات الرائدة في العالم الإسلامي التي تخدم الإسلام في ظل منهجية علمية لا يشوبها شائبة، قائمة على التأصيل الشرعي عقيدة وتوحيداً وفقهاً، تعاملت مع مقاصد الشريعة وواقع الحياة بكل أمانة علمية وإخلاص؛ فالذي يتسيد برامجها وحلقاتها العلمية هو من وضعت القناة باسمه الشيخ محمد بن صالح العثيمين الغائب الحاضر، فعندما تشاهد وتستمع هذه القناه تشدك كثيراً لما تجد فيها من العلوم الإسلامية؛ فالقرآن الكريم دستور هذه الأمة تجده حاضراً من خلال دروسه التي يوضح فيها أحكام القرآن الكريم من أوامر ونواهٍ، وما ينفع العباد والبلاد ومن آمال وتطلعات، كذلك سبل تحقيق العبودية التي أرادها الله لعباده, أيضاً السنة النبوية التشريع الثاني بعد القرآن الكريم أعطاها الشيخ رحمه الله اهتمامه وعنايته لأنها تلتقي مع القرآن الكريم في كل شي وهي وحي من السماء على نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فالتأصيل عنده - رحمه الله- لا يمكن أن يتجاوز هذين المصدرين ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح من الحكم التي يتعامل معها في منهجه الدعوي، كذلك الاجتهاد في تطبيق بعض الأحكام الفقهية لا يمكن أن يكون تحت مؤثرات عقليه مطلقة، أيضاً يجد المشاهد لهذه القناة ملامسة ما يطرحه الشيخ لفطرة الإنسان التي أرادها الله لعباده، فلا تجد إثارة وتناقضات في طرحه، كذلك يحرص أن تكون الأمور الخلافية بعيداً عن دروسه وأحاديثه، وإن تحدث عنها تكون ضمن طروحات علماء السلف المعتبرين، أيضاً هذه القناة تختلف في تنظيمها وتركيبتها عن الوسائل الأخرى التي يلتجئ إليها طلاب العلم لأنها تختلف في طريقة التلقي عن الذين يطلبون العلم من خلال قراءة الكتب وسماع الأشرطة؛ لأنك تجد العالم أمامك يقدم العلم ناصع البياض بعيداً عن التفسيرات والتأويلات من خلال طرحه الواضح والمفيض، وهذه القناة فرصة لطلبة العلم الذين يشتكون من قلة حلقات العلم للارتباط بها والاستفادة منها كذلك في أحاديثه لا تجد النزعة السياسية ولا الحزبية؛ لأنه يعلم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان والمحجة البيضاء حاضرة والتي ترك نبي هذه الأمة عليها، ومن زاغ عنها هلك فهي من مكونات هذا الدين لا تحتاج إلى مساومات وشعارات رنانة التي تهتم بالفروع وتترك الأصول. وخلاصة القول: إن هذه القناة تعتبر إضافة لخدمة العقيدة الإسلامية من خلال العالم نفسه الذي نذر نفسه في حياته رحمه الله في تقديم الإسلام وتشريعاته وأحكامه في وقت قربت فيه غربة الإسلام الذين يصلحون إذا فسد الناس أو يصلحون ما أفسد الناس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، رحمك الله أيها الشيخ الجليل الذي أكرمك الله بعملك الصالح الذي لم ينقطع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جزى الله القائمين عليها الأجر والمثوبة ووفقهم للاستمرار في خدمتها لينعم بنفعها الجميع.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. [email protected]