شهر رمضان تربية روحية وعلمية واقتصادية وطبية هذه العناصر التي أشرت إليها تمر مرور الكرام على بعض المسلمين ولا يتعاملون معها بالشكل المطلوب فهم ينظرون إلى رمضان أنه امتناع عن الأكل والشرب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويتخلل ذلك أداء فروض الصلاة والتراويح والتهجد فقط هذا المفهوم هو السائد عند معظم المسلمين ونسوا معطياته فنظرة إلى التربية الروحية التي يحدثها هذا الشهر في سلوكيات المسلم فالصبر والتخلق بما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هو مطلب لكل صائم، ويحرص أن يجعله سلوكاً دائماً على مر الأشهر والسنين فهو ينظر لهذا الشهر أنه فرصة لمراجعة النفس وترسيخ السلوك السوي طيلة حياته فخصوصية هذا الشهر وروحانيته هي حافز للمسلم وكله أمل ورجاء أن يعانق نفحاته أيضاً هناك تربية علمية تصب في خدمة التربية الروحية؛ فالقرآن الكريم هذا الكنز الثمين المقدس فيه مفاتيح العلوم كلها جعل الله له مكانة في هذا الشهر وأعلى من أجر تلاوته حتى يحيط المسلم بعلومه وفنونه التي لامست الحياة ليستشعر بها معنوياً بدل من حسياً فقط أيضاً التربية الاقتصادية وهي شاملة فالأكل في رمضان فرصة للمسلم أن يعود نفسه على عدم الإسراف في الأكل والاستهلاك أيضاً فقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) هي حاضره في أذهان المحتسبين والمدركين لمعطيات هذا الهدي النبوي وهي أيضاً تلتقي مع النهي عن التبذير والاستهلاك غير المعقول الذي يسلكه بعض المسلمين، كذلك هناك معطيات وفوائد تصب في التربية الصحية من خلال الصيام والتي يتعامل بها الأطباء في معظم دول العالم فتجدهم يوجهون مرضاهم بالصيام لما يجدونه من مردود صحي في معالجة بعض الأمراض؛ فالإسلام له السبق في ذلك؛ لأن الله عز وجل جعل في هذا الشهر الكثير من المعجزات التي تصب في تحقيق السعادة للإنسان ومن بينها صحة الإنسان؛ فالجهاز الهضمي الذي يعمل أحد عشر شهراً لابد من إراحته لمدة شهر لتجنيبه بإذن الله بعض السلبيات التي قد تحدث خطراً على صحة الإنسان. أخي القارئ الكريم إن الحديث عن شهر رمضان يحتاج إلى المئات من الصفحات، ولكن هي رؤية متواضعة أتمنى أن تجد فيها ما يلامس مكانة هذا الشهر الكريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. [email protected]