لم يعد أحد في سوريا أو خارجها يشك في تعرُّض مواقع وقواعد وحتى أماكن إقامة قادة نظام بشار الأسد لضربات عسكرية صاروخية وقصف بالطيران، بعد أن أيقن الجميع أن «تأديب» النظام ومن يتعامل معه من الحلفاء في الداخل أصبح واجباً بعد التمادي في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري، وآخرها استعمال الأسلحة الكيماوية لإبادة أكبر عدد من المواطنين. الشيء الذي لم يعد أحد في داخل سوريا أو حتى خارجها متأكداً منه هو موعد بدء العمليات العسكرية الأممية ضد نظام بشار الأسد، التي ظلت في إطار التكهنات وربط التصريحات والتحركات التي تشهدها دمشق وعواصم صنع القرار الدولي ونيويورك حيث مقر الأممالمتحدة. ويذهب الكثيرون إلى أن الموعد سيكون بعد مغادرة فريق التفتيش الدولي الموجود في دمشق، الذي يتقصى عن مرتكبي جريمة إطلاق الصواريخ الكيماوية التي ضربت الغوطتين الشرقية والغربية. نظام بشار الأسد طلب تمديد بقاء الفريق لأربعة أيام إضافية لاستكمال مهمته، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة حدد غداً السبت موعداً نهائياً لمغادرة الفريق الأراضي السورية؛ ولهذا فإن المتابعين لما يحدث في سوريا يحددون يوم السبت الموعد الذي يحدد «ساعة الصفر»، وأنه بدءاً من لحظة خروج الفريق الأممي من الأراضي السورية يتوقع أن يبدأ إطلاق الصواريخ من البحر باتجاه مواقع النظام السوري، خاصة مواقع إطلاق الصواريخ وقواعد الدفاع الجوي والمطارات العسكرية. وقد لاحظ المتابعون أن سلطات دمشق أخلت مطارَي دمشق والمزة العسكري، وشوهد تحرك قطع عسكرية، وأن كثيراً من عائلات الضباط الكبار رحلت من دمشق وحلب إلى المناطق الآمنة في الساحل، وتم تفريغ العديد من المواقع العسكرية التي يُعتقد أنه ستنالها الضربات العسكرية، وهذا سيسهل مهمة قوات الثورة السورية التي ستجد مواقع عسكرية للنظام دون قيادات، وهجرها الضباط، وانشق الكثير من المراتب الأصغر الذين وجدوا أن قادتهم تركوا السفينة لتغرق؛ فلم يروا فائدة من بقائهم. [email protected]