افتتح نائب رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية ليو دونج يان مساء أمس الثلاثاء 27- 8-2013م في قصر الشعب في بكين معرض بكين الدولي للكتاب في دورته العشرين والذي تشارك فيه المملكة بوصفها ضيف الشرف لهذا العام كأول دولة عربية وإسلامية تحظى بهذه الصفة، وذلك في حفل رسمي بهذه المناسبة بحضور معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، وسعادة سفير خادم الحرمين في الصين المهندس يحيى بن عبد الكريم الزيد وعدد من المسؤولين الصينيين وحشد من أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي دور النشر والجهات المشاركة في المعرض والأكاديميين والمثقفين. وقد ألقى مدير الهيئة العامة للصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون الصيني الجهة المشرفة على المعرض كلمة رحب فيها بمعالي الدكتور العنقري والوفد السعودي المشارك، كما شكر المملكة على المشاركة في هذه التظاهرة الدولية. كما ألقى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري كلمة شكر فيها الهيئة المنظمة لمعرض بكين الدولي للكتاب على اختيارها المملكة أن تكون ضيف شرف للمعرض لهذا العام، مشيراً إلى أن ذلك يمثل دلالة صدق واقعية على عمق العلاقات بين البلدين الصديقين. وأكد الدكتور العنقري أن معارض الكتب الدولية التي تعد، دون أدنى مجال للشك، إحدى أهم وسائل التواصل الحضاري والثقافي والعلمي بين الأمم والشعوب؛ وذلك لما يمثله الكتاب من قيمة علمية وثقافية، مشيراً إلى أن هذا النوع من المعارض مضمار ثقافي عالمي تتبارى فيه الدول لتقديم إنتاجها الثقافي من فنون وآداب وفكر وعلوم، وتتيح ساحاتها فرصاً مناسبة للحوار والتقارب بين الشعوب والثقافات. وبيّن معالي وزير التعليم العالي أن المملكة تواظب على المشاركة فيما يقرب من ثلاثين معرضاً من المعارض الدولية للكتاب، مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي تسعى بوصفها الجهة التي عهد إليها بالإشراف على هذه المشاركات، جاهدة لإبراز جوانب من المشهد الثقافي المتميز والمضيء التي تتسم به المملكة العربية السعودية بين أقرانها في عالمنا العربي والإسلامي. مشيراً إلى أن المملكة تشارك في معرض بكين الدولي بعدد من الكتب العلمية والثقافية والتاريخية والروايات والقصص الأدبية، التي تجسد المخزون الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية، كما تم ترجمة أكثر من خمسين كتاباً وقصة ورواية لأدباء سعوديين من اللغة العربية إلى اللغة الصينية للمشاركة الأكثر تقارباً في هذه المناسبة، إضافة إلى برنامج ثقافي متنوع يشارك فيه عدد كبير من أدباء ومثقفين سعوديين. وأوضح الدكتور خالد العنقري أن حكومة المملكة العربية السعودية، التي تتمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة الداعية للمحبة والخير والسلام بين البشر في ظل العولمة والانفتاح العالمي وذلك بمحاربة سبل العدوان والإرهاب والتعصب، سعت في الأعوام الماضية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بكل إخلاص في بناء وترسيخ ودعم الحوار بين الثقافات والأديان والحضارات. وأشاد معالي وزير التعليم العالي بالحضارة في الصين التي تحتضن حوالي 20 % من سكان العالم، مؤكداً على أنها بلد عريق يفخر بثقافاته التي أثرت حضارات العالم على مر العصور، مستشهداً في ذلك بطريق الحرير الشهير الذي يبدأ من الصين ويمر بوسط آسيا والبحر الأسود وينتهي في بيزنطة وهي مدينة (اسطنبول) حالياً، الذي كان له تأثير كبير على ازدهار وتنوع كثير من الحضارات القديمة مما أرسى قواعد التبادل التجاري والثقافي واللغوي، واصفاً طريق الحرير بأنه كان نهراً حضارياً ثقافياً جارياً تغذت منه حضارات مختلفة، على مر السنين على الرغم من اختلاف الألسنة والأعراق بين تلك الحضارات. إن معارض الكتاب الدولية، بصدق وإيجاز، هي محطات يتلاقى فيها الأدباء والمثقفون والناشرون وغيرهم من دول مختلفة يتبادلون فيها ما لديهم من نتاج ثقافي وأدبي وعلمي تقارباً لشعوبهم وتمكيناً للتفاهم في سبيل السلام. وفي ختام هذه كلمته تمنى الدكتور العنقري للمعرض نجاحاً باهراً على قدر ما بذل في إعداده من جهود مخلصة تستند على خبرة شهد لها الجميع. وفي ختام الحفل دشن معالي وزير التعليم العالي مع مدير الهيئة العامة للصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون افتتاح المعرض رسمياً.