رحل العيد بكل ما فيه من أفراح ومناسبات سعيدة، غادرنا تاركاً أثراً كبيراً، وفجوة في نفوس الجميع، ودعنا أياماً أعتقد أن الكل ابتسم فيها، نسي همومه ومواجعه وآلامه وأحزانه.. ليال اجتمعت فيها القلوب قبل الأجساد.. في كل عيد نتعلم لغة فرح جديدة.. عنوان شوق ُيريح النفس ويدخل البهجة والسرور عليها.. وعند الوداع.. يجب أن نتعلم منه استمرار لحظات الحب الدافئة.. والمعاني الجميلة.. درساً يجب أن نعيه جيداً.. ونحفظه! أن لا نجعل الابتسامة ترحل معه وتسافر.. أن لا نترك لغة التواصل تتفرق بمضيه وأن نتمسك بنغم الحياة المبهج.. بدأت حركة العمل تعود من جديد، والعام الدراسي قارب على الانطلاق ولكن..! لدينا يومان في كل أسبوع، يجب أن نعرف كيف نجعلها استراحة وراحة.. نستثمر كل ساعاتها بما يجدد نبض الحياة.. التي أصبحت عملاً متواصلاً.. جامدة في كل مناحيها، ولا نعرف كيف نكسر هذا الجمود! قد يكون عذر البعض قلة أماكن الترفيه ولكن..! لم نتعلم كيف نفرح بالمتاح والموجود.. حتى في مناسباتنا السعيدة تجدنا مشدودي الأعصاب منفعلين في كل تحركاتنا وتصرفاتنا.. لذا قد تغادر الفرحة شفاهنا وشفاه من يُشاركنا دون أن نستمتع بها.. أتذكر عبارة (الحياة حلوة بس نفهمها)، بالفعل ينقصنا فهمها والتكيف مع ظروفها.. نحتاج لوسائل الترفيه العائلية ولتعلم صناعتها، لوجود بدائل أُسرية تُناسب الجميع. حدائق الأحياء القليل منها تستطيع الجلوس بها بسبب وضعها..! والجيد منها لن يكون لك مكاناً.. لازدحامها لذا، من الضروري إعادة النظر فيها وتهيئتها من جديد، بحيث تناسب سكان كل حي.. هي متنفس جميل، إن تم تحسين الخدمات المقدمة بها، ومراقبتها والعناية بها جيداً. الأطفال يحتاجون لصالات مهيأة وآمنة أثناء اللعب والشباب بحاجة لها أيضاً، وحالياً لا تجد أفضل من المجمعات التجارية لتكون مقصدك في كل إجازة أسبوعية. لكن.. هل جميعنا يستطيع أن يتحمل أسعار الملاهي ووجبات المطاعم العالية..! لذا فالبديل المناسب هو توفير الاحتياجات الحقيقية لسكان المدن الكبيرة المزدحمة بالذات.. هم أكثر من يحتاجها بعد أسبوع حافل بالعمل المتواصل أو الدراسة. السؤال: كيف استطعنا أن نعيش لحظات سعادة خلال أيام العيد وتكيفنا مع لياليه ودقائقه برغبتنا، وعندما نودعه نعود وكأننا لم نضحك..! قصة الفرح لابد أن تستمر، أما أن ننتظرها لتزورنا كل عام فهذا سيجعلنا نعتقد.. أن لا ابتسامة ولا فرح إلا في العيد..؟