تعتبر البتراء من أهم المواقع الأثرية في الأردن وفي العالم , وقد فازت مؤخراً بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع الجديدة. وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر وردي اللون , كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غرباً وحتى صحراء بلاد الشام شرقاً. ومن شمال دمشق وحتى البحر الأحمر جنوباً. شكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية أقتصادية، فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها. كانت نهاية دولة الأنباط على يد الرومان عندما حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 105 وأسموها «الولاية العربية». وفي سنة 636 أصبح من تبقى من سكان البتراء يعتاشون على الزراعة، لكن الزلزال الذي ضربها سنة 746/748 -وزلازل أخرى- أفرغتها من أهلها. والدخول إلى قلب هذه المدينة مدهش ومثير ولا يتم إلا بالمسير عبر (السيق) وهو شق صخري هائل يصل ارتفاع جانبه أكثر من 80 متراً من الصخور الملونة والمتنوعة الأشكال، وأرضية من الحصى ويمتد نحو كيلومتر يقطعه السائح سيراً على الأقدام وفي حالات خاصة يمكن لكبار السن الذين يتعذرعليهم السير عبر هذا السيق المدهش يسمح لا ستئجار الخيل أو الجمال أو عربة تجرها الخيول للوصول إلى قلب المدينة المبهر. وفي نهاية السياق ينكشف أمام الناظر مشهد يثير الدهشة ويأخذ بالألباب لجماله وسحره وروعة تكوينه إنها الخزنة المشهورة، لوحة فنية مدهشة ارتفاعها 43 متراً وعرضا 30 متراً منحوتة في الصخر الوردي الذي حين تشرق عليه الشمس تعكس ألواناً ساحرة لهذه اللوحة الفريدة التي تعلوها الخزنة الشهيرة. ويمتد تاريخ إنجازها إلى القرن الأول للميلاد حيث صممت لتكون قبراً لواحد من أهم ملوك الأنباط.