أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الجمعة عن حزنه لسقوط ضحايا في تفجيرات بيروت، مؤكداً أن الجهات التي نفذت تفجير بيروت هي ذاتها التي تقف وراء التفجيرات التي تحصل في العراق. وقال المالكي في بيان صدر عنه أمس: نستنكر العمل الإرهابي الذي وقع في ضاحية بيروت، ونعتبره حلقة متقدمة في مسلسل الفتنة الطائفية الذي تسعى إليه جهات إقليمية. مشيراً إلى أن ما يجري في العراق يحمل الأهداف ذاتها، وتقف وراءه الجهات ذاتها. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه ائتلاف (متحدون) بزعامة رئيس البرلمان العراقي النجيفي أنه يشفق على الحكومة ورئيسها المالكي، الذي لن يستطيع هو أو غيره طرد الزمر الإرهابية من دون كسب ود الشعب، فيما بيّن أن الحكومة مخطئة؛ لأن التصرفات الطائفية والهمجية والحمقاء لقواتها الأمنية تخلق من الأهالي والعشائر حاضنين جيدين للإرهاب. وقال الائتلاف في بيان صدر عنه أمس إنه ينصح الحكومة نصيحة مشفق عليها بأن تكسب ود الشعب ولا تعاديه كما يحصل اليوم في مناطق حزام بغداد. وأشار البيان إلى أن الحكومة مخطئة إذا اعتقدت أنها بهذه التصرفات الطائفية والهمجية للقوات الأمنية ستسيطر على العمليات الإرهابية بل بالعكس، ستزيدها، وترفع من شعبية الإرهابيين على حساب الحكومة؛ لأنها تخلق من الأهالي والعشائر حاضنين جيدين للإرهاب، ومن يُرِد تحقيق الأمن فعليه ألا يرسل قوات تتعامل بحماقة وهمجية وطائفية مع الشعب العراقي؛ لأن هذه الطريقة ستقضي على ما تبقى من الأمن في البلاد الذي هو في الأساس سيئ. وكان النائب عن القائمة العراقية حيدر الملا قال يوم أمس إن بقاء رئيس الحكومة نوري المالكي في منصبه تهديد لحياة العراقيين، وطالب القوى السياسية العراقية باتخاذ موقف واضح من فشل المالكي في إدارة ملف الأمن، والدعوة إلى العمل على سحب الثقة منه لتعديل مسار العملية السياسية. إلى ذلك، وفي صعيد آخر، أفادت مصادر أمنية وطبية في العاصمة بغداد بأن حصيلة تفجيرات بغداد بسيارات مفخخة وعبوة ناسفة، التي استهدفت مناطق الكاظمية والشرطة الرابعة والبلديات والحسينية والعلاوي والزعفرانية وباب المعظم، بلغت 127 قتيلاً وجريحاً. وفي صعيد متصل اتهمت وزارة الداخلية العراقية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد، والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، وفيما اعترفت بأن شوارع العراق أصبحت ساحة حرب، وأن المسلحين يتحركون فيها كالأشباح، أكدت أن هذا قدر العراقيين للظفر بهذه المعركة. وقالت الوزارة في بيان صدر إن تنظيم القاعدة الإرهابي نفذ هجمات بالسيارات المفخخة بمراكز التجمعات السكانية في بعض أحياء بغداد. وقد جاءت هذه الهجمات في سياق الحرب الجارية بين القوى الأمنية والعسكرية العراقية وتنظيم الإرهاب الدولي. وأضافت الوزارة بأن شوارع العراق أصبحت ساحة حرب، يستأسد فيها أناس متعصبون طائفياً، وتحركهم أحقاد، ويقتلون الناس بدماء باردة بلا مشاعر تنفيذاً لمخطط الفوضى الدموي الرامي إلى إسقاط الدول. مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة من الجيش والشرطة عملياتها في مناطق حزام بغداد لضرب أوكار الإرهاب، وتدمير معامل تفخيخ السيارات وتصنيع العبوات الناسفة وتجنيد الانتحاريين، ترد تنظيمات الإرهاب بهجمات على المدنيين ضمن سياق مساعيها لتسعير المناكفات السياسية وضرب شركاء العملية السياسية بعضهم ببعض الآخر. وبينت أن التحرك كالأشباح والتخفي وسط الجمهور ومن ثم تفجير السيارات ليس عملاً شجاعاً وبطولياً، بل هو هدف سهل كما يعلمه خبراء الأمن.