سقط أكثر من 100 قتيل وجريح في بغداد، في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة استهدفت عدداً من مواقع قوات الامن والشرطة، وأشار مسؤولون إلى أن الصراعات السياسية تسهل عمل المسلحين. في الوقت ذاته، اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي دولة مجاورة لم يسمها ب «السعي إلى إشعال الفتنة الطائفية في البلاد». وأسفر تفجير أربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون استهدفت مركز شرطة العلوية، في منطقة الكرادة، ووزارة الداخلية (وسط بغداد) ومركز الحرية (شمال) والاعلام (جنوب) في أوقات متزامنة، أكثر من 25 قتيلاً و50 جريحاً، معظمهم من عناصر الشرطة، فيما فجرت عبوات في حي المنصور (غرب) مخلفة أكثر من 4 قتلى بينهم ضابط كبير يرأس نادي القوة الجوية الرياضي. وأعلن الناطق باسم الداخلية اللواء عادل دحام، تفكيك سيارتين مفخختين معدتان للتفجير في منطقتي الشعلة (شمال) وأبودشير (جنوب). وقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في بيان، تعقيباً على الأحداث، إن «قطرة من الدم العراقي اغلى من ان تذهب ضحية صراعات سياسية «، وحمَّل رئيس البرلمان اسامة النجيفي في بيان «الاجهزة الامنية وقادتها مسؤولية الخروقات». وجاءت الهجمات في وقت تسود العراقَ حالةُ اضطراب سياسي غير مسبوق، وتراشقٌ بالاتهامات بين قادة الكتل الرئيسية، فيما يستمر الجدل حول بقاء قوات اميركية بعد عام 2011 ومنحها الحصانة التي تطلبها. على الصعيد الأمني أيضاً (أ ف ب)، اتهم المالكي دولة مجاورة لم يسمِّها، بالسعي إلى اشعال الفتنة الطائفية في البلاد، من خلال قتل عدد من المسافرين الشيعة في محافظة الأنبار الشهرَ الماضي. ونقل بيان عن رئيس الوزراء قوله خلال استقباله عدداً من شيوخ ووجهاء مناطق جنوب بغداد، إن «حادثة النخيب، التي اريد لها ان تشعل نار الفتنة بين كربلاء والأنبار (تمت) بدفع من احدى دول الجوار، وأُخمدت بفضل أبناء العشائر والعقلاء، لذلك يجب الانتباه والحذر من مخططات الأعداء». وأضاف أن «مناطق جنوب بغداد تعرضت لجرائم الارهابيين وخططهم الخبيثة. الجميع تضرر من الارهاب، لذلك تجب محاربة المخربين». ودعا المالكي الى «استثمار ثروات العراق بالصورة الصحيحة، لان ثرواتنا في السابق كانت تسخَّر للحروب والمغامرات». ونبه الى ان «ما حصل في بعض البلدان العربية حصل في العراق، والبعض يحاول ان يعيده مرة ثانية لأبعاد وأهداف معروفة».