تسعى الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم إلى توفير موارد مالية ثابتة لكي تواصل مسيرتها الخيرية في العطاء، ومن ذلك تخصيص أوقاف متعددة التي نجحت بها بعض الجمعيات بل قطعت مرحلة مهمة لها.. في حين أن هناك جمعيات لم تتحرك بعد وذلك لضعف في إمكاناتها المادية أو الإدارية. « الجزيرة « ناقشت تلك القضية مع مجموعة من رؤساء الجمعيات القرآنية حول الآلية المناسبة لتوفير تلك الموارد المالية، حيث أكدوا في أحاديثهم أهمية وضع استراتيجيات واضحة المعالم لتسير بها إلى الطريق الصحيح. المساهمة ضعيفة يقول رئيس جمعية خيركم بمحافظة جدة المهندس عبد العزيز بن عبد الله حنفي: اهتم عدد من الجمعيات ومنها خيركم بإيجاد أوقاف لدعم مواردها المالية ولكن حالياً لا تغطي كامل مصروفاتها لذلك الجمعيات لها استراتيجيات واضحة ولتطبيق هذه الاستراتيجيات تحتاج للدعم وهذا يحدده منطقة الجمعية ربما لا يساعدها على الدعم أو قد تكون في مدينة كبيرة تضم مؤسسات كبرى وتجار يدعمون أوقاف الجمعية أو يوقفون لها مباني بينما في مدينة صغيرة قد لا تستطيع الجمعية إنشاء أوقاف لعدم وجود التجار والمؤسسات الكبيرة التي لا توجد إلا في المدن الكبيرة، عموماً فإن الأوقاف لا تتجاوز نسبة مساهمتها في ميزانية الجمعية ثلاثين في المائة وبالتالي لازال إسهام الأوقاف في ميزانية الجمعيات ضعيفا على الرغم من أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تقوم بدعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ورعايتها، وذلك عبر الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، التي أنشأت الصندوق الخيري للجمعيات وهو يتلقى تبرعات المحسنين، كما تقوم الوزارة بدعم أوقاف الجمعيات لزيادة الموارد المالية فإن منسوبي الجمعيات الخيرية يتطلعون إلى زيادة الدعم السنوي المقدم للجمعيات نظراً لتوسع نشاطها ولمواجهة احتياجاتها الضرورية. وقف قرآني ويشير رئيس الجمعية بمنطقة الحدود الشمالية عواد بن سبتي العنزي إلى أن الجمعية تقوم على أساس واضح وبناء من خلال اللجان التي شكلها مجلس إدارته من إنشاء إدارة لتنمية موارد الجمعية والبحث عما من شأنه إيجاد أوقاف تساعد الجمعية في بناء رسالتها للجيل الحالي والأجيال القادمة فقامت هذه اللجنة بعرض برنامج يساعد في إيجاد موارد شبه ثابتة للجمعية وتم الإعداد الجيد لتلك الأوقاف فالجمعية تقوم جاهدة منذ أكثر من عشر سنوات ببناء هذه الاستراتيجية الواضحة وها هي تنهض بفضل الله أولا ثم بأوقافها المستديمة.. وتواصل الجمعية هذا البناء من خلال مشروع (الوقف القرآني) بمدينة عرعر ومشروع معهد إعداد المعلمات ومشروعات أخرى تعود بالنفع على طلاب وطالبات الجمعية. لا للمغامرة أما رئيس الجمعية بمنطقة عسير الشيخ محمد بن محمد البشري، فيقول: بطبيعة الحال الجمعيات خيرية وهي قائمة في الأساس على تبرع المحسنين من أهل الفضل والإحسان فإذا توافر لها مبالغ جيدة فإنها تستثمرها في إيجاد الأوقاف التي تدر عليها دخلاً ثابتاً، أما إذا كانت إمكانات الجمعية لا تؤهل لأن تنشئ وقفاً ثابتاً فإنها بطبيعة الحال لا تغامر في مثل هذا المشروع، وهذا الذي يجعل بعض الجمعيات ليس لديها خطط استراتيجية للعمل في إنشاء الأوقاف. موارد ثابتة ويؤيد رئيس جمعية رتل بمنطقة نجران الشيخ صالح الدسيماني أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بحاجة إلى وضع استراتيجيات لإيجاد موارد مالية ثابتة لها نظرا لضعف المركز المالي لكثير من الجمعيات. استراتيجيات واضحة ويبين نائب رئيس الجمعية بمنطقة مكةالمكرمة د. عبد الله بن عمر نصيف أن أهمية هذا المجال يتطلب من كل الجمعيات أن يكون لديها إستراتيجيات واضحة في إيجاد موارد لها، وتسعى جاهدة في ذلك، من خلال عمل أوقاف لها، وعمل مشروعات تدعم مسيرتها، مع علمنا بصعوبة هذا المجال، كما أدعو وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الموقرة لزيادة دعمها للجمعيات. صعوبات متعددة ويوضح رئيس الجمعية بمنطقة الجوف الشيخ علي بن سالم العبدلي أن هناك جمعيات ليس لها معالم تسير عليها لإيجاد موارد ثابتة هذا صحيح , لكن الأغلب لديه هذه المعالم لكن الواردات لا تساعده لا من التبرعات العامة ولا من المؤسسات المانحة التي ترفض تبني فكرة الأوقاف ولذلك تجد كثير من الجمعيات صعوبات متعددة في هذا الإطار.