بلغ عدد الملتحقين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة الدرعية، أربعة آلاف طالب وطالبة، يدرسون في 118 حلقة للبنين، و79 حلقة للبنات، فيما بلغ عدد الذين أتموا حفظ كتاب الله من الطلاب 125 طالباً، ومن الطالبات 74 طالبة. وأوضح فضلية رئيس الجمعية، الشيخ عبد الله بن ناصر السليمان أن الجمعية في إطار تنفيذها لرسالتها القرآنية وضعت خطة استراتيجية للجمعية تنفذ على ثلاث سنوات تتضمن إعادة هيكلة الجمعية إداريا، وإعادة هيكلة المراكز التابعة للجمعية، ملاحظاً أن هناك تطوراً حاصلاً في أداء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تمثل ذلك في انتظام هذه الجمعيات في منظومات إدارية متطورة قائمة على عمل مؤسسي، داعياً القائمين على الجمعيات إلى تفعيل التقنية الإلكترونية وتقنية الاتصالات للتواصل مع أولياء أمور الطلاب. وعن المسابقات القرآنية، قال: إن المسابقات بعثت روح التنافس بين طلاب الجمعية وطالباتها وبين طلاب الجمعيات عموماً ما أدى إلى رفع مستوى الطلاب من حيث الأداء والحفظ والإتقان، وإظهار جهود الجمعيات إعلامياً لدى الجهات الرسمية والخيرية، وإبراز دور الجمعيات في تعليم كتاب الله تعالى للمجتمع، وإعداد نماذج من الطلاب تمثل المملكة في المسابقات الدولية. وأضاف أن أهم مناقب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد اهتمامها بكتاب الله تعليما ودراسة، ولعل من أهم ثمرات هذا الاهتمام إقامة المسابقات القرآنية على المستويين المحلي والدولي ورعايتها مما حدا بأبناء المملكة، وأبناء الأمة الإسلامية إلى التنافس في خير ميدان، لافتا إلى أن هذه المسابقات القرآنية قد حفزت المؤسسات القرآنية الحكومية والأهلية من الجمعيات والهيئات والمراكز الإسلامية، ودور التعليم النسائية نحو زيادة الاهتمام بالقرآن الكريم وحفظته من البنين والبنات، والحرص على تنمية قدرات التلاوة، والحفظ، والتجويد، والتفسير لدى الأبناء والبنات لنيل شرف المشاركة في هذه المسابقات بدرجة كبيرة. وأكد الشيخ السليمان أن كتاب الله هو الركيزة الأساسية في الدعوة إلى الله ومما يعين على اعداد دعاة إلى الله موجهين ومرشدين وخاصة في محيط الناشئة والشباب عدة أمور من أهمها: زيارة العلماء والدعاة الراسخين في العلم واستضافتهم في لقاءات مع الطلاب والمعلمين لإظهار أهمية الدعوة إلى الله وآدابها، اقامة المسابقات والدورات فيما يخدم هذا التوجه (مسابقات الإلقاء والتأثير في الآخرين) وأخذهم في جولات دعوية مع العلماء والدعاة الراسخين في العلم. وقال: ان رعاية السنة النبوية والاهتمام والالتزام بها أمر واجب على المسلم ولعل لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية قصب السبق في خدمة السنة النبوية في هذا العصر بجائزته لخدمة السنة النبوية ولعله يستفاد من هذه الجائزة في الآليات لكي تتنوع المسابقات لخدمة السنة النبوية حفظاً ودراسة، وجمعاً وتحقيقاً ، إضافة إلى دراسات خاصة بالسيرة النبوية. وأشار فضيلته إلى أن مما قد تقوم به الجمعيات لحماية الشباب وتقوية صلتهم بالقرآن الكريم والسيرة النبوية عدة أمور منها: اقامة البرامج الترفيهية والتشويقية لجذب الشباب وملء فراغهم، ووضع برامج للتدبر ومعرفة معاني القرآن والعيش في رياضه، واقامة رحلات ترويحية للطلاب وربطهم بالجمعية وأنشطتها لملء وقتهم وفكرهم ، وتكثيف الزيارات بين الجمعيات بعضهم لبعض ، وإيجاد برامج اعلامية قوية تفرض نفسها وتنافس الغثاء الذي أتخم وسائل الاعلام، مؤكداً على وجوب أن يقوم أهل العلم والاختصاص بتبيين ما تعنيه الوسطية في هذا الدين من غير افراط ولا تفريط ، ووضع آليات وطرق، ومناهج لتنشئة الناشئة والطلاب على هذا النهج القويم. وعن دور الأوقاف في خدمة رسالة الجمعية القرآنية ، قال الشيخ عبدالله السليمان: لابد بالدرجة الأولى الاعتماد على المصادر الثابتة للدخل من أوقاف أو مشاريع استثمارية وكذلك إبراز منتجات الجمعية الخيرية للمجتمع حتى يطمئن المتبرعون إلى أين تذهب تبرعاتهم ولابد من تأهيل أقسام تنمية المارد وتطويرها للقيام بمسؤولياتها في ايجاد موارد ثابتة للجمعية. ورأى فضيلته أن من أهم أسباب تهرب الطلاب ، وتعتبر في نفس الوقت من أبرز المعوقات التي تواجهها أكثر الجمعيات ، عدم وضع برنامج خاص لكل مرحلة عمرية يناسب أعمارهم ومستواهم الذهني والاجتماعي ، وعدم التجديد في البرامج ، وتكرار البرامج السابقة، وضعف الموارد المالية وخاصة حديثة الإنشاء والتي لم تحقق بعد موارد ثابتة من أوقاف ونحوها، وقلة الكوادر السعودية لكون المكافآت غير مشجعة لهم ، وضعف التواصل بين فروع الجمعية بعضها مع بعض وبين الفروع والأم، وعدم وجود برامج حاسوبية موحدة تفي بجميع أعمال الجمعية المراد تخزينها، وعدم وجود برامج ترفيهية منضبطة لطلاب الجمعيات تساعد على جذب الطلاب وتوجيه ما لديهم من طاقة في ظل الانفتاح اليوم. وقال: إن ومن وسائل تجاوز هذه العقبات: الدعم الكافى للجمعيات التي لا تفى مواردها بحاجتها ، وتحمل الوزارة لرواتب موظفي الجمعية ومعلميها أو بعضها، وإيجاد لقاءات دورية بين ممثلي الجمعيات الفرعية والأم في مجالات أعمال الجمعية إدارية كانت أو تعليمية أو مالية وغيرها ، وعداد برامج حاسوبية تسهل عمل الجمعية وتعمم على الجمعيات ويمكن الاستفادة في اعدادها من ما هو موجود لدى الجمعيات.