الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان نعمتان مطلوبتان ومجحودتان في الوقت نفسه لا يمكن أن يصلح حال أيّ دولة على وجه البسيطة ما لم يكن لديها أجهزة أمنيَّة لحفظ الأمن مثل الدفاع المدني والمرور وغيرهما ورجال الأمن أقصد الدوريات الأمنيَّة سواء كانوا راجلة أو يستقلون مركبات للأعمال الميدانية ودولتنا الغالية لم تتساهل في تنمية الجهات الأمنيَّة على مختلف مسمياتها ومهامها، فقد انفرد المرور باللَّوْن الأخضر لجميع المركبات والآليات وذلك اللَّوْن مشتق من علم المملكة وانفردت الدوريات الأمنيَّة باللَّوْن الأزرق الكحلي والأبيض الذي يميز مركبات الأمن بالشخصيَّة البوليسية المهيبة وقد لفت نظري أن الأفراد العاملين على سيَّارات المرور والدوريات الأمنيَّة لا يبالون ببعض السِّلوكيّات اليومية المشاهدة، فمثلاًً لو رأى أحد الأفراد العاملين في المرور شخصًا سواء كان مواطنًا أو وافدًا يرمي مخلفات على قارعة الطَّريق من شباك سيارته فإنَّه سيتجاهل الموضوع وكأنّه لا يعنيه ولو سأل عن السبب لأفاد بأن تلك الأعمال من مسؤوليات رجال البلديات هذا صحيح ولكن وجود أيّ جسم غريب في شارع نظيف سيكون منظرًا غير مألوف ويسبّب الحوادث لأنَّه يربك سالكي الطَّريق فيجعل بعضهم ينحرف عنه ويصطدم بمن هو في المسار الآخر وحيث إن العاملين في البلديات ليس باستطاعتهم تغطية مثل تلك السِّلوكيّات فإنَّ واجب الكلِّيات الأمنيَّة أن تعطي دروسًا في الحفاظ على مكتسبات البلاد مثل معاقبة من يقدم على رمي المخلفات بأيِّ أسلوب والحدّ من إقدام البعْض على تشويه حيطان المنشآت بالكتابات التي يحمل بعضها عبارات (نابية) تتنافى مع الدين والأخلاق والقبض على من يمتطي الأرصفة أو يمشي فوق المزروعات. ومن خلال هذا الطَّرح أرى والرَّأي للمسؤولين عن الأمن أن تعطى جرعات من التطوير الذهني لكافة الأفراد العاملين على مركبات الأمن والمرور بأن سَيَّارَة الأمن عندما يرغب قائدها استيقاف أيّ شخص مخالف من أصحاب المركبات سواء كان سبب الإيقاف الزجاح المظلل أو اشتباه في رقم السَيَّارَة أو غير ذلك من المسؤوليات الأمنيَّة المهمَّة فإن واجبه يُحتِّم عليه إبلاغه عن طريق الميكروفون ومتابعة المركبة المراد إيقافها ويقف خلفها ويأمر صاحبها بعدم النزول وينزل له رجل الأمن ويذهب له في سيارته ويقف بجانب السَيَّارَة ومن حقَّه عمل أيّ عمل يَتطلَّبه واجبه الأمني مع الاحتفاظ بكرامة المستوَّقف سواء كان مواطنًا أو مقيمًا؛ لأن ما يحدث الآن أن قائد سَيَّارَة الأمن سواء كانت تابعة للدوريات الأمنيَّة الشرطة أو المرور يأمر المخالف بالوقوف ويبقى خلفه يقود مركبته ويطلب من الشَّخص المستوَّقف بأن يأتي إليه وذلك الإجراء في نظري غير مناسب وليس من صالح الطرفين، بل ينذر بخطر على رجل الأمن. أدعو الله جلَّت قدرته أن يحفظ بلادنا الغالية من ويلات الفتن ويديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظلِّ قيادتنا الرشيدة. والله ولي التوفيق.. إبراهيم بن محمد السياري - الرياض