لا يملك أي إنسان إلا أن يتعاطف مع الأسرة المكلومة التي تسلمت جثمان ابنتها من أحد المستشفيات بمنطقة القصيم، لُتُفاجأ أنه في الحقيقة ليس جثمان ابنتها بل جثمان امرأة أخرى! وقيل، في تفسير ذلك، إن الحادثة وقعت بسبب خطأ ارتكبه أحد الموظفين في المستشفى!! وقبل ذلك وقع الخطأ الفادح الشهير الذي حصل لأسرة سعودية من نجران وأسرة تركية مقيمة في المنطقة عندما قام المستشفى بتبديل مولوديهما، فأعطى الطفل التركي للأسرة السعودية والطفل السعودي للأسرة التركية، وما أعقب ذلك من مشكلات نفسية واجتماعية للطفلين وللأسرتين. وهناك أخطاء إدارية إجرائية لا تعد ولا تحصى تحدث في المستشفيات، بعضها قد يكتشف عن طريق المصادفة وحسن الحظ وبعضها قد لا يُكتشف على الإطلاق. ومن المؤسف أن هذه الأخطاء الفادحة تحدث بسبب إهمال بعض الموظفين وبسبب قصور بعض الإجراءات. أما الأخطاء الطبية الكثيرة المتكررة فهي حديث الناس في المجالس وفي وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وليس كل الأخطاء الطبية التي تحدث بسيطة، فبعضها مأساوي وقاتل ونهائي لا يمكن إصلاحه. سيقول البعض إن هذه الأخطاء تحدث في كل مكان، وهي بالفعل تحدث في أماكن كثيرة من العالم، لكن هذا ليس مبرراً معقولاً لكي يقبل بها الناس، وخاصة أولئك الذين تحدث لهم شخصياً أو لمن يحبونهم. أعرف أن القائمين على الشأن الصحي لا يرضون بوقوع مثل هذه الأخطاء سواء بوصفهم مسؤولين أو كمواطنين. بل إن هذه الأخطاء تحرجهم وتفسد إنجازاتهم، ولذلك لن نزايد عليهم. لكن ما هو مطلوب، وبشكل عاجل، هو التأكد من جودة وملاءمة الإجراءات المتبعة وكفاءة الموظفين في هذا القطاع المهم الذي يتعلق بصحة الناس، وذلك لمنع وقوع الأخطاء أو على الأقل الحد من وقوعها. فكل خطأ إداري أو طبي يعني أن إنساناً بريئاً سيدفع ثمنه من صحته وهي أثمن ما يملك الإنسان، وقد يكون بعض هذه الأخطاء غير قابل للتعويض مطلقاً! [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر