السعوديون والسعوديات يملئون ممرات مولات دبي حتى في رمضان، ويشكلون قوة شرائية لا يُستهان بها، فمنذ أن تفتح المولات أبوابها طوال الشهر الكريم من السابعة صباحاً، وحتى الإغلاق عند منتصف الليل، تجد ربعنا (ما شاء الله عليهم) يجوبون الممرات وهم يحملون الأكياس، وينظرون للمحلات بالترتيب فيما يشبه فحص (مراقبي البلدية) بحثاً عن ماركات العيد والاستفادة من تخفيضات رمضان! معظم المحلات في الإمارات تعلن هذه الأيام عن تخفيضات، فهل هذه التخفيضات حقيقية؟! وما الفرق بينها وبين التخفيضات التي تعلن عنها ذات المحلات في السعودية؟! من المشاكل التي قد تواجهها عند سفرك، أن تصاحب شخصاً مصاباً بعقدة (الشراء من دبي)، وهو مرض معد بامتياز، فطوال ال 5 أيام الماضية كنت أشارك دون أن أعلم فيما يشبه الماراثون الرياضي بالمشي والجري بعد الخروج من خيم الإفطار، وتخمة الهريس والمجبوس وشراب الحامض حلو، بحثاً عن الموديلات غير الموجودة في السعودية، ومحاولة الاستفادة من أسعار الملابس والأجهزة المخفضة! الحقيقة أنه لا يوجد فرق كبير بين تخفيضات الرياضوجدةودبي (الفاتنة)، التجار هم نفس التجار والماركات ذاتها، بل إن بعض السلع في الرياض أرخص لعدة أسباب، لكن (هوس الشراء من دبي) معد كما أخبرتكم، وساحر، لدرجة أن هناك من يشد الرحال للتسوّق منها للعيد، والعودة إليها بذات الملابس في العيد! صحيفة (الإمارات اليوم) نبهت في عددها الصادر يوم أمس (الخميس)، إلى أن المتسوِّق يلهث خلف التخفيضات التي قد تكون (وهمية أو صورية)، حتى إن أحد المتاجر الغذائية أعلن عن تخفيضات على بعض منتجاته ب (5 فلوس) أي ما يعادل (5 هللات) فقط، فهل هذا تخفيض أم شيء آخر؟! ذات الصورة (لدينا ولدى الأشقاء) الفرق الوحيد أن المتسوِّق السعودي في دبي مستعد للاستيقاظ في الصباح، والمتسوِّقة السعودية كذلك لديها القدرة على التوقف عن الشراء قبل منتصف ليل رمضان! وهذه الصور من الصعب رؤيتها في أسواقنا المحلية، فقد تطير (كبسة ومثلوثة السحور) في سبيل البحث عن مقاس لدى محلات لا تغلق أبوابها، إلا قبل الفجر بقليل! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]