قتل 55 شخصا وأصيب نحو 225 آخرين بجروح في انفجار 17 سيارة مفخخة في العراق صباح الاثنين، استهدفت معظمها أحياء شيعية في بغداد، في حلقة جديدة من مسلسل العنف الذي حصد أرواح 785 شخصا منذ بداية تموز-يوليو. ورغم العدد الكبير للضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا في غضون نحو ساعة ونصف الساعة، لم يصدر أي رد فعل حكومي أو أي رد فعل من قبل مسؤول عراقي آخر على هذه الهجمات، التي لم تتبناها أي جهة أيضا. وجاء هذا اليوم الدامي بعد أسبوع على تعرض سجني التاجي وأبو غريب إلى الشمال والغرب من بغداد إلى هجوم مسلح تخللته اشتباكات تواصلت لساعات، تمكن خلالها مئات السجناء من الهروب، بينهم قادة كبار في تنظيم القاعدة. وقال مسؤول امني رفيع المستوى لفرانس برس إن هروب هؤلاء السجناء وضع البلاد على عتبة «أيام سوداء»، إذ إن السجناء الهاربين يسعون إلى القيام «بعمليات انتقامية». وكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي يتبع قيادة القاعدة، تبنى الثلاثاء الماضي الهجوم على السجنين، معلنا عن «تحرير» أكثر من 500 سجين. وفي تفاصيل هجمات اليوم، قالت مصادر مسؤولة لفرانس برس إن 12 سيارة مفخخة استهدفت مناطق متفرقة من محافظة بغداد، بينما انفجرت خمس سيارات أخرى في الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والسماوة (280 كلم جنوب بغداد) والبصرة (450 كلم جنوب بغداد). وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن الهجمات التي وقعت في أوقات متزامنة. وأضاف المصدر أن 34 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 130 بجروح في الهجمات داخل مدينة بغداد التي استهدفت معظمها مناطق شيعية، بينما قتل شخصان وأصيب 15 بجروح في انفجار المحمودية (30 كلم جنوب بغداد). واستهدفت السيارات المفخخة في العاصمة مناطق البياع (غرب) والرسالة (جنوب غرب) والصدر (شرق) والحرية (شمال) والشرطة الرابعة (جنوب) والكاظمية (شمال) والطوبجي (شمال) وأبو تشير (جنوب غرب). وقال مصور فرانس برس إن انفجار السيارة في مدينة الصدر عند حوالي الثامنة صباحا (05,00 تغ) الذي قتل فيه خمسة أشخاص وأصيب 17 بجروح، استهدف عمالاً يبحثون عن فرصة عمل. وأدى عصف الانفجار إلى قذف حافلة صغيرة إلى أكثر من عشرة أمتار عن موقع الهجوم الذي خلف حفرة كبيرة في المكان. وبعد وقت قصير، انفجرت سيارة ثانية في منطقة الحبيبية في مدينة الصدر قتل فيها أربعة أشخاص، وذلك على بعد حوالي كيلومترين من موقع الانفجار الأول، وعلى مقربة من محال تجارية أصيبت بأضرار كبيرة. وفي هجمات وقعت في مناطق أخرى من العراق، قتلت سيارتان مفخختان في الكوت ستة أشخاص وأصابت 57 بجروح، فيما قتل شخصان آخران وأصيب 10 بجروح في السماوة، وقتل أربعة أشخاص وأصيب خمسة في البصرة. وأكدت مصادر طبية رسمية لفرانس برس حصيلة ضحايا هذه التفجيرات. ويشهد العراق الذي يعيش سكانه على وقع أعمال القتل اليومية منذ 2003، موجة عنف متصاعدة حيث قتل أكثر من 2500 شخص بين نيسا-إبريل، وحزيران-يونيو، وفقا لأرقام الأممالمتحدة. وتحمل أعمال العنف طابعا طائفيا متزايداً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا أهلية طائفية بين عامي 2006 و2008 قضى فيها الآلاف. ومنذ بداية تموز-يوليو، قتل 785 شخصا في العراق في أعمال العنف اليومية، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى مصادر مسؤولة. ويذكر أنه رغم مرور نحو ثلاث سنوات على تشكيل الحكومة الحالية، وهي حكومة «شراكة وطنية» تجمع الموالين والمعارضين، ما زال منصبا وزيري الدفاع والداخلية في حالة شغور بسبب الخلافات التي تعصف بالحكومة.