قتل62 شخصا واصيب نحو 225 آخرين بجروح في انفجار 17 سيارة مفخخة في العراق صباح أمس، استهدفت معظمها أحياء في بغداد، في حلقة جديدة من مسلسل العنف الذي حصد ارواح 785 شخصا منذ بداية يوليو. ورغم العدد الكبير للضحايا الذي قتلوا او اصيبوا في غضون نحو ساعة ونصف الساعة، لم يصدر اي رد فعل حكومي او اي رد فعل من قبل مسؤول عراقي اخر على هذه الهجمات، التي لم تتبناها اي جهة ايضا. وجاء هذا اليوم الدامي بعد اسبوع على تعرض سجني التاجي وابو غريب الى الشمال والغرب من بغداد الى هجوم مسلح تخللته اشتباكات تواصلت لساعات، تمكن خلالها مئات السجناء من الهروب، بينهم قادة كبار في تنظيم القاعدة. وقال مسؤول امني رفيع المستوى إن هروب هؤلاء السجناء وضع البلاد على عتبة «أيام سوداء»، اذ ان السجناء الهاربين يسعون الى القيام «بعمليات انتقامية». وكان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الذي يتبع قيادة القاعدة، تبنى الثلاثاء الماضي الهجوم على السجنين، معلنا عن «تحرير» اكثر من 500 سجين. وفي تفاصيل هجمات أمس، قالت مصادر ان 12 سيارة مفخخة استهدفت مناطق متفرقة من محافظة بغداد، بينما انفجرت خمس سيارات اخرى في الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والسماوة (280 كلم جنوب بغداد) والبصرة (450 كلم جنوب بغداد). أوقات متزامنة واوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ان الهجمات التي وقعت في أوقات متزامنة بدأت عند الساعة السابعة والنصف بتوقيت بغداد، واضاف المصدر ان 34 شخصا قتلوا واصيب اكثر من 130 بجروح في الهجمات داخل مدينة بغداد التي استهدفت معظمها مناطق ذات لون طائفي معين، بينما قتل شخصان واصيب 15 بجروح في انفجار المحمودية (30 كلم جنوب بغداد). واستهدفت السيارات المفخخة في العاصمة مناطق البياع (غرب) والرسالة (جنوب غرب) والصدر (شرق) والحرية (شمال) والشرطة الرابعة (جنوب) والكاظمية (شمال) والطوبجي (شمال) وابو تشير (جنوب غرب). وقال مصور فرانس برس ان انفجار السيارة في مدينة الصدر عند حوالى الثامنة صباحا والذي قتل فيه خمسة اشخاص واصيب 17 بجروح، استهدف عمالا يبحثون عن فرصة عمل. وادى عصف الانفجار الى قذف حافلة صغيرة الى اكثر من عشرة امتار عن موقع الهجوم الذي خلف حفرة كبيرة في المكان. وبعد وقت قصير، انفجرت سيارة ثانية في منطقة الحبيبية في مدينة الصدر قتل فيها اربعة اشخاص، وذلك على بعد حوالى كيلومترين من موقع الانفجار الاول، وعلى مقربة من محال تجارية اصيبت بأضرار كبيرة. وفي هجمات وقعت في مناطق اخرى من العراق، قتلت سيارتان مفخختان في الكوت ستة اشخاص واصابت 57 بجروح، فيما قتل شخصان اخران واصيب 10 بجروح في السماوة، وقتل اربعة اشخاص واصيب خمسة في البصرة. واكدت مصادر طبية رسمية لفرانس برس حصيلة ضحايا هذه التفجيرات. موجة عنف ويشهد العراق الذي يعيش سكانه على وقع اعمال القتل اليومية منذ 2003، موجة عنف متصاعدة حيث قتل اكثر من 2500 شخص بين ابريل يونيو، وفقا لأرقام الأممالمتحدة. وتحمل أعمال العنف طابعا طائفيا متزايدا بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا اهلية طائفية بين عامي 2006 و2008 قضى فيها الآلاف. ومنذ بداية يوليو، قتل 785 شخصا في العراق في اعمال العنف اليومية، بحسب حصيلة اعدتها وكالة «فرانس برس» استنادا الى مصادر مسؤولة. ويذكر انه رغم مرور نحو ثلاث سنوات على تشكيل الحكومة الحالية، وهي حكومة «شراكة وطنية» تجمع الموالين والمعارضين، ما زال منصبا وزيري الدفاع والداخلية في حالة شغور بسبب الخلافات التي تعصف بالحكومة. صلاح الدين أعلنت مديرية شرطة محافظة صلاح الدين أمس عن قتل عشرة مسلحين واعتقال أربعة مطلوبين وتفجير ثلاث سيارات مفخخة تحت السيطرة وضبط مجموعة من الأسلحة والمتفجرات في عملية أمنية نفذت غربي تكريت. وقال مدير شرطة صلاح الدين اللواء الركن جمعة عناد سعدون في بيان إن «قوة من شرطة المحافظة نفذت، ظهر اليوم، عملية أمنية في منطقة الجزيرة غربي تكريت، أسفرت عن قتل عشرة مسلحين واعتقال أربعة مطلوبين وتفجير ثلاث سيارات مفخخة تحت السيطرة». وأضاف سعدون انه «تم العثور أثناء العملية على 20 حزاماً ناسفاً و12 صاروخاً و38 قاذفة وكميات كبيرة من الاسلحة والعتاد»، مبيناً انه «تم ضبط سيارتين نوع فورد تابعتين للمجاميع المسلحة». البيان ضابط قتل آمر فوج في الشرطة ومساعده واثنان من أفراد حمايته بانفجار غرب بيجي، 40 كم شمال تكريت. وقال مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين إن عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور عجلة كانت تقل المقدم حماد الدليمي آمر الفوج الخامس لشرطة الطوارئ في صلاح الدين ومعاونه واثنين من حراسه مما أدى إلى مقتلهم في الحال. وأضاف المصدر إن القتيل كان يشرف على عملية أمنية تنفذها شرطة المحافظة في منطقة السكرية إلى الغرب من قضاء بيجي.