إشارة إلى ما نشرته (الجزيرة) بتاريخ الخامس من رمضان 1434ه حل مكبرات الصوت في المساجد بقلم الأخ محمد العتيق التعقيبي لما كتبه الأخ سعد الكثيري سلفاً خاصة في شهر رمضان وهو الشهر الذي وصف بالكريم والمبارك فرض الله صيامه على هذه الأمة وضاعف فيه الجزاء لمن صامه إيماناً واحتساباً (الصوم لي وأنا أجزي به). وكنا في هذا الوطن نقيم صلوات التراويح من بعد صلاة العشاء مباشرة بالتوقيت الغروبي آنذاك أي بعد أن يغيب الشفق الأحمر وتحديداً بعد الساعة الواحدة والنصف مساء من كل أيام رمضان وكانت موائد الإفطار آنذاك مختصرة جداً قد تقتصر على التمر والماء، ثم يلحق بها العشاء المتيسّر ونستغرق في ذلك وقتاً يسيراً قد لا يتجاوز ال 15 - 20 دقيقة ولكن مع تقدّم الزمن ونظراً للظروف التي طرأت على الحياة في السنوات الأخيرة من الاتساع في موائد الإفطار وحاجة الصائمين أصدر المفتي العام السابق للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله رحمة واسعة- فتوى أوجبت تأخير أذان صلاة العشاء حتى الساعة الثانية مساء بدلاً من الساعة الواحدة والنصف والفتوى هي لعموم المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن دون استثناء، إذ أصبح لدى الصائمين وقت أطول مما كان لتناول الإفطار والعشاء بكل طمأنينة وسعة بال وأخذ جزء من الراحة استعداداً لصلاة التراويح والقيام، بل تؤكّد على ذلك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف عند قدوم كل رمضان فامتثل الجميع طاعة لولي الأمر، غير أنه من المؤسف أقول من المؤسف أن هناك من الأئمة والمؤذنين من اتصف بالتنطّع آنذاك، إذ إنهم لم يمتثلوا لمضمون الفتوى؛ فمنهم من يؤذن في تمام الواحدة والنصف ومنهم من يؤذن بعد الواحدة وال40 دقيقة، وكما يُقال نوع من التشدّد أو التزمت وتناسوا قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59) سورة النساء، وفي الحديث (هلك المتنطّعون) قالها صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فلا أدري ما الذي يدفع بهؤلاء إلى مخالفة الأمة وغضهم النظر عن الأخذ بمضمون الفتوى الشرعية؟ وهل يعتقدون أن تمسكهم بالوقت السابق هو الأفضل من اللاحق ولديهم علم أكثر مما لدى علمائنا الأجلاء الأموات منهم والأحياء، ومن ثم أين الجهات المسؤولة لدى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن محاسبة هؤلاء وردعهم ومن لم يعد إلى الصواب أليس من الأجدر إعاده عن الإمامة أو الأذان؟ ننتظر ما هم فاعلون. وهنا أسأل سماحة المفتي - وفّقه الله- عن الحكم الشرعي في عصيان هؤلاء والله المستعان. - صالح العبدالرحمن التويجري