الحمد لله رب العالمين القائل (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) والصلاة والسلام على البشير النذير الذى لاينطق عن الهوى القائل عندما اخر صلاة العشاء (والله انه لوقتها لولا ان اشق على امتى) وبعد فما ان يستبشرالمسلمون فى هذا الوطن الغالى بدخول شهر رمضان الا ويتذكرون ما منحهم الله من سعة الوقت لاستكمال افطارهم فى كل يوم وتناول طعام العشاء بكل هدوء واطمئنان بناء على الفتوى التى صدرت من لدن سماحة مفتى عام المملكة السابق الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة بتأخير اذان وصلاة العشاء الى الساعة الثانية من مساء كل يوم رمضانى اعقبها فتوى اخرى مماثلة من سماحة المفتى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة ومن الشيخ المفتى صالح الفوزان وفقه الله وقد بنوا وجهة نظرهم تلك على فعل رسول الهدى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كما جاء فى حديث ابو برزة رضى الله عنه اذ قال: (كان النبى صلى الله عليه وسلم يستحب ان يؤخر العشاء) ومن فضل الله ان تاخيرها لا يحصل به مشقة والحمد لله بل انه ارفق بالمسلمين فعلا بهذا الزمن عامة وبهذا الوقت خاصة بخلاف لو كان الامر فى تاخير صلاة العشاء يشق على الناس فالمشروع تعجيلها وخلاصة القول ان تاخيرها افضل اذا تيسرذلك بدون مشقة لكن لايجوز تاخيرها الى ما بعد نصف الليل فعن عائشة رضى الله عنها قالت: كانو يصلون العتمة (العشاء) فيما بين ان يغيب الشفق الى ثلث الليل رواه البخارى وفى الحديث الاخر عن ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لولا ان اشق على امتى لامرتهم ان يؤخرو العشاء الى ثلث الليل او نصفه ) رواه احمد وابن ماجه والترمذى وصححه بينما الذى دأبنا عليه واعتدناه فى هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين فى صلاة العشاء فى ال 11 شهرا وحتى فى رمضان المبارك قبل الفتوى المباركة نظرا لظرف الناس المعيشية والعملية انذاك اعتدنا ان نصلى العشاء بعد ان يغيب الشفق الاحمر مباشرة خاصة فى السنوات التى لم يكن فيها الكهرباء متوفر فى كل مدينة وقرية والاعمال والمهن كانت محدودة والناس اعتادوا ان يتناولو طعام العشاء بعد المغرب مباشرة لياخذو مضاجعهم بعد صلاة العشاء ليصحو لصلاة الفجرمبكرين وثم مباشرة اعمالهم وهم نشيطين فالمزارع يتجه الى مزرعته والعامل الى عمله والتاجر الى حانوته وهكذا وفى الحديث (بورك لامتى فى بكورها) وتاخير صلاة العشاء فى رمضان لايتجاوز الثلاثين دقيقة اى بزيادة ثلاثين دقيقة على اوقات صلاة العشاء المعتاد فى باقى ايام السنة ومثل تلك الدقائق لا شك انها تزيد من فسحة الوقت بين الوقتين المغرب والعشاء ليستكمل الصائمون افطارهم وتناول عشائهم وليأتوا الى صلاة العشاء بعد راحة زمن يكونو بعده على اهبة الاستعداد لاقامة صلاة العشاء والتراويح برغبة مفعمة بالنشاط وبما ان هذا الزمن ال30 دقيقة المضاف الى ما بين الوقتين المغرب والعشاء فى رمضان كانت له فوائد جمة يكسبها الصائمون فلا شك ان فوائده تمتد الى الناس فى هذا البلد لو تمت اضافته الى ما بين الوقتين فى بقية شهور وايام السنة وهو شيئ يسير او هو وقت يسير يصب فى مصلحة الجميع اذ انه يمنح المرء سعة فيما بين الوقتين قد يستفيد منه المرء فى اموره الخاصة كزيارة الاقارب والمعارف والاصدقاء وربما قضاء بعض الحاجات التى لاتحتاج الى زمن طويل لانه ليس بالقصير الذى لايفى بالغرض ولا بالطويل الممل وتطبيقه لن يترتب عليه ادنى مشقة والحمد لله وسلبه من زمن ثلث او نصف الليل الاول (وقت صلاة العشاء) لن يكون له ادنى تاثير من اية جهة كانت ومن المؤكد ان نصف الساعة هذا يعتبر فى اول الوقت ايضا فلا حرج ومن اجل تلك الحيثيات ولما نلاحظه من حرص رسول الهدى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم على التاخير كما فى الاحاديث الكثيرة ولولى خوفه المشقة على امته لامرهم بتاخير صلاة العشاء ومن اجل كل هذا ارى او اتمنى على مجلس هيئة كبار العلماء الافاضل دراسة تمديد او تاخير اذان وصلاة العشاء الى ما بعد الساعة الثانية من مساء كل يوم طبقا لما هو معمول به فى الاشهر الرمضانية الكريمة ولدى تأكيد ان اكثر الناس فى هذا الوطن والمقيمين فيه ان لم يكن كلهم سيحمدون تمديد الوقت ما بين الصلاتين كما ذكرت لما سيكون فيه من مصالح دينية ودنيوية واخروية مع التأكيد بانه لن يكون هناك اى ضرر يترتب على هذا التاخير سائلا المولى ان يهتدى علماؤنا الى ما فيه الخير والرشاد فى هذا الامر وفى كل امر يهم المسلمين فى هذا الوطن خاصة وفى كل ما ينفع المسلمين فى ارجاء المعمورة بصفة عامة والحمد لله رب العالمين. صالح العبد الرحمن التويجرى