1 ) نأي.. بعد أن دفنوه؛ توارى الرجال عن جدثه سريعاً، وذهب كلٍ إلى عمله ومنتداه.. لم يكن ثمة بواكٍ له؛ لم يُفتقد عند الصباح التالي، لكن القرية الصغيرة المسكونة بالهدوء والألق بدأت تفقد بريقها المعتاد وحيويتها البسيطة، اختفت زقزقة الطيور عند السحر؛ شفق السماء بات باهتاً.. لم تجد النسوة الفارغات ما يملأ أفواههن من حكاياتٍ صفيقة لوشوشات الضحى!.. فضلاً عن اكتشاف حالات عقمٍ كثيرة.. 2 ) سلطوية.. فجأةً لم يعجبه الفيلم الهوليودي الرومانسي الموجه؛ رغم انتظاره له، والاستعداد الجيد بمكسرات ومكعبات..وخلافه!.. ضغط بحنو على زر الإغلاق في الريموت كونترول.. ذهب لينام؛ استيقظ عند الفجر مفزوعاً حيث كانت زوجته بانتظاره في الصالون ذاته، يبدو أنه قد نسي وضع الريموت في مكانه الصحيح.. 3 ) دروشة الطائر الأزرق.. عبثاً أحالته قناة اليوتيوب من نافذةٍ براقة لأخرى أشد بريقاً أو أكثر قبحاً.. فطن إلى أن بحثه الأول كان عن مواصفات نوعٍ من الحمام المستورد، سيضيفه إلى باقته من الحمائم المحلية التي لديه، استمرأت نفسه ذلك البريق، فتنقل ببصره من موسيقى إلى رقص إلى سحر وشيءٍ من استظرافٍ محلي لمراهقين ومراهقات واستعراضٍ لبالغين إلى فضائح مكرورة إلى.. أن استقر إلى شخصٍ منتفخ الأوداج حمرها، يصرخ بعنفٍ لا ينقطع وكأنه قد بلع الكلمات الإقصائية الناتئة والعبارات الصدئة المعسولة، التي تجيش الدهماء؛ وتشحن وتفرق ولا تجمع أو تئد.. وأمامه هيئة أشخاص ينعسون كالمخدرين قد أطفأوا أنوار عقولهم بحضرة ذلك الملتاث.. وفي غفلةٍ من حكمته التي اكتسبها من مخالطته الحمائم، بدأ في متابعة ذلك المفوه وتتبع أثره وتسقط أخباره.. والمنافحة عمن ينتقده، وأحياناً انتقاده بالخفاء..أهمل حمائمه وباعها بثمنٍ بخس؛ حيث نصحه الآخرون بأنها لا تليق بحضرته الجديدة.. باتت القنوات المعبأة تبحث عن سدنة التخدير الجماهيري وتتسابق عليهم، وكان ضمن تلك الجوقة الأثيرة لديها لأنه كشكول تفاهات فضائية؛ ومخبر حكايا تويترية، وأراقوز معممٌ بامتياز لا يأتيه الباطل من خلفه أو تحته أو من داخله!!.. ذات غضب؛ قفل راجعاً من المكان المعدّ للأمسية الجماهيرية المختصة بنصرة أحد شعوب ثورة الياسمين؛ بعد أن قرأ اللوحة الإعلانية وشاهد اسم غريمه المفوه الملتاث قد تخطاه؟!.. سليمان الهويريني الرياض - فبراير / 2013