من جديد تتفجر العمليات الإرهابية الطائفية في العراق، وقد توزعت خارطة هذه الأعمال الإرهابية لتشمل كل المحافظات العراقية، وعلى الرغم من أن العاصمة بغداد تحتل النصيب الأوفر من الضحايا من الأعمال الإرهابية، إلا أن قوى الشر التي لا تريد للعراق الخير لم توفر محافظة دون أن توجه لها أعمال التفجير والإرهاب، فمحافظة كركوك شهدت تفجيراً طال أحد المقاهي في ليالي رمضان التي يحلو للعراقيين قضاء أوقاتهم فيها والسهر، وقد أسقط الانفجار الإجرامي أكثر من 40 قتيلاً. وقبل ذلك شهد قضاء طوز خرماتو من محافظة صلاح الدين تفجيرات إرهابية طالت مكونات من التركمان من أجل خلق فتنة عرقية بين التركمان الذين يشكلون أغلبية في القضاء والأكراد الذين يشاركونهم الإقامة في القضاء، وقبل أن تجف دماء التركمان في قضاء طوزخرماتو، اندلعت انفجارات في قضاء المقدادية في محافظة ديالى، وتسكن قضاء المقدادية غالبية شيعية في محافظة أغلبيتها سنية، واستهداف الشيعة في محافظة سنية يديرها محافظ سني سيشعل إن لم يكن قد أشعل منذ أيام حرباً طائفية بين الطافئتين، ويلاحظ المتابعون للشأن العراقي أن هذه الأعمال الإرهابية التي زادت في الأيام الماضية جميعها في المحافظات الحدودية مع إيران وأنها موجهة إلى تجمعات ومناطق تسكنها أغلبية شيعية، فحتى التركمان الذين استهدفوا في طوز خرماتو، من شيعة التركمان، وهو يوجه أصابع الاتهام إلى عصابات إجرامية تابعة لمليشيات طائفية تسعى إلى إعادة الحرب الأهلية الطائفية بين أهل السنة والشيعة من خلال استهداف الشيعة واتهام أهل السنة بالمسؤولية عن ذلك حتى يصبح مبرراً لهم التدخل في الشأن المحلي للمحافظة، ويذكرون بأن التفجيرات الإرهابية التي حصلت في مرقد العسكريين في سامراء بحسب ما كشف مسؤول أمريكي أن من قام بتلك التفجيرات مليشيات مرتبطة بإيران وبإشراف مخابرات الحرس الثوري، والهدف كان السيطرة على قضاء سامراء الذي تقطنه غالبية سنية، والآن تتكرر العملية استهداف التجمعات الشيعية في مناطق الأغلبية السنية من أجل توسيع دائرة الهيمنة والسيطرة الطائفية التي يعمل على تحقيقها الحكم الجديد بعد 2003م. [email protected]