شهد عدد من المدن العراقية امس سلسلة تفجيرات راح ضحيتها العشرات، خصوصاً في «المناطق المتنازع عليها» شمال البلاد. وأعلنت لجنة الامن البرلمانية أن «هذا الأمر متوقع بسبب الخلافات السياسية المستمرة منذ شهور». وقتل خمسة اشخاص واصيب 25 بانفجار سيارتين مفخختين صباح امس في قضاء طوز خرماتو الذي تقطنه غالبية من التركمان، وهو من المناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد والتركمان. وانفجرت السيارة الاولى في حي الشهداء والثانية في الحي العسكري وادت الى اضرار مادية في عدد من المنازل والسيارات القريبة من موقع الانفجار. وكانت مناطق متنازع عليها ايضا في محافظة كركوك شهدت اول من امس سلسلة تفجيرات، ادت الى مقتل واصابة 71 شخصا. واعلن مجلس محافظة صلاح الدين قضاء طوزخورماتو منطقة منكوبة. وأكد عضو لجنة الامن البرلمانية اسكندر وتوت ل «الحياة»، أن «المعلومات الأولية تشير إلى تورط تنظيم القاعدة بسلسلة التفجيرات في محاولة منه لاستغلال الظروف السياسية واللعب على وتر الخلافات القومية بعد الخلافات الطائفية». وأضاف أن «المنطقة الممتدة بين ديالى وكركوك تحتضن عشرات الخلايا الإرهابية التي تختار». واستبعد أن يتحمل أي طرف سياسي أو أمني المسؤولية». ودعا كل الأطراف إلى «إنهاء خلافها بأسرع وقت ممكن لحماية أهالي المناطق المتنازع عليها الذين أصبحوا هدفاً للعمليات الإرهابية بسبب الأزمة بين بغداد وأربيل». وشدد على أن «تنظيم القاعدة موجود بقوة في بعض المناطق ولم يتم القضاء عليه حتى الآن». ودعا النواب التركمان امس الحكومة الى تشكيل قوة عسكرية من أبناء المنطقة. وقال النائب عباس البياتي خلال مؤتمر صحافي، إن «استمرار النزيف التركماني يتطلب وقفة جادة من الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية»، مطالباً ب «كشف الجناة الذين تورطوا في دماء هذه الشريحة». وأضاف: «نطالب الحكومة باتخاذ تدابير عاجلة لحماية التركمان من خلال تجنيد أبنائهم وتشكيل قوات خاصة منهم لحماية مناطقهم»، داعياً إلى «عقد مؤتمر أمني حول المناطق التركمانية في كركوك وباقي المناطق». إلى ذلك، قال النائب أرشد الصالحي خلال المؤتمر، إن «عمليات الخطف الممنهجة للمواطنين التركمان مستمرة وآخرها خطف اثنين من التربويين في جنوب كركوك والعثور على جثثهما محروقة»، موضحاً أن «المنطقة التي شهدت هذه الجريمة تقع ضمن قاطع قيادة الفرقة 12 في الجيش». وتابع الصالحي أن «عدد الدور التي هدمت خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة بلغ 150 داراً»، مؤكداً أن «هذه الأفعال تجعلنا نشك بأن هناك سياسة منهجية للاستيلاء على هذه الاراضي التي تعود للتركمان». وطالب «مجلس النواب بإعادة التوازن إلى الأجهزة الأمنية وإعادة النظر في مسؤولية قائد الشرطة وقائد الجيش»، داعياً إلى «إرسال منحة طوارئ فورية إلى العائلات التي تهدمت بيوتها وتسكن في العراء الآن». وشهدت باقي المدن تفجيرات مماثلة، ففي محافظة نينوى بلغ عدد ضحايا انفجار سيارة مفخخة في قرية صحراوي التابعة لناحية برطلة وهي من المناطق المتنازع عليها وذات غالبية من مكون الشبك امس الى 6 قتلى وجرح11 مدنياً كعدد نهائي، فيما انفجرت سيارة اخرى شرق المحافظة في قرية خزنة أسفرت عن اضرار مادية. وفي الأنبار استهدفت سيارة مفخخة دورية للشرطة في ناحية الخالدية شرق مركز المحافظة، اسفرت عن اصابة 4 من عناصر الدورية كما قتل مدنيان واصيب عشرة آخرون بسقوط 10 قذائف هاون غرب المحافظة وقتل خمسة من الشرطة وجرح اربعة في انفجار سيارة في مدينة تكريت. وأفادت الشرطة أن سيارة كانت مركونة في شارع قرب ساحة الاحتفالات انفجرت في دورية. واستهدف سيارة أخرى حافلة كانت تقل زواراً إيرانيين في منطقة الشيخ إبراهيم التابعة لقضاء الدجيل خلال توجههم لزيارة سامراء. وأكدت وزارة الداخلية أن التفجير أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم أربعة إيرانيين وإصابة 25 غالبيتهم من النساء. وهاجم مسحلون مجهولون بقاذفات (RBG7) أمس حافلة تقل زواراً لبنانيين متوجهة إلى سامراء، ما أدى إلى مقتل اثنين وجرح أربعة آخرين. وفي بغداد، أفاد مصدر في وزارة الداخلية، أن حصيلة تفجير سيارة مفخخة في ساحة عقبة بن نافع وسط بغداد، ارتفعت إلى 13 قتيلاً وجريحاً.